الجمعة، 16 أكتوبر 2009

اوروبا تحت حكم المسلمين

تاريخ الاندلس
من 92هـ ------ الي 897هـ



تم تقسيم هذا البحث الي عدة اقسام هي:

مقدمة
اولا : عهد الفتح الاسلامي
ثانيــــا: عهد الولاة ( عهد الفتح الاسلامي )
ثالثــــا: فترة الامارة الاموية
رابعــا: عهد الخلافة الاموية
خامسا: عهد ملوك الطوائف
سادسا: سقوط الاندلس


كانت اوروبا تعيش في ظلام وجهل كبيرين وكان الظلم هو الاسلوب الذي اتبعه الحكام هناك فقد اهتم حكامهم ببناء القصور والحصون والقلاع بينما عاش عامة الناس في بؤس شديد.
فنجد عموم الناس الذين يعملون في الزراعة يباعون ويشترون مع هذة الارض.
اما الاخلاق فمتدنية وحتي مقومات الحياة الطبيعية منعدمة فالنظافة مختفية بالمرة, فكانوا يتركون شعورهم منسدله علي وجوههم لايقصونها ولايستحمون في العام الا مرة او مرتين بل لكانو يعتقدون ان هذة الاوساخ المتراكمة بركه لهذا الجسد.
كان الناس الذين يعيشون في اسكندينافيامون بلغة الاشارة
وكان لبعضهم افعال مثل افعال الهنود مثل حرق المتوفي بعد موته وحجرق زوجته اوجاريته معه
.وكان حال الشعوب في تلك الفترة عبارة عن ظلم وفقر وجهل



الشمال الافريقي
دخل الاسلام الشمال الافريقي عام 23هـ. وكانت هناك فتوحات عديدة فيهي لكن كانت دائمة الارتداد.
سكن هذة المناطق قبائل تعرف بقبائل البربر كلما اسلمت ارتدتز حتي استقر الاسلام في عام 85-86هـ علي يد موس بن نصير وهو من التابعين روي عن بعض صحابه رسول الله (ص) والده نصير كان غلاما نصرانيا اسر في موقعه لخالد بن الوليد وكان يتعلم الانجيل والدراسات النصرانية في كنيسه من الكنائس وعمره 13عام- وبعدها اعجب بالاسلام ودخل فيه وكان في نفس الفترة قد اسلم (سيرين).
اخذ نصير يتدرج في الاسلام حتي اصبح عالما مجاهدا وقائدا لجيوش معاوية بن ابي سفيان. فتربي موسي بن نصير ابنه علي الجهاد ونشر الاسلام في بيت الخلافة مع اولاد الامراء والخلفاء- ثم اصبح شابا وواخذ يتولي المناصب حتي اصبح هو قائد جيوش الامويين في مصر- وكان الوالي علي مصر في ذلك الوقت هو عبدالعزيز بن مروان اخو عبدالملك بن مروان ثم اصبح هو والي علي افريفيا سنة 85هـ
نظر موسي بن نصير الي الشمال الافريقي السريع الارتداد وفكر لماذا يرتد البربر كلما دخلوا في الاسلام حتي انهم قتلوا عقبة بن نافع فوجد الاسباب هي:
1- ان عقبة بن نافع ومن معه كانوا يفتحون البلاد فتحا سريعا لايستطيعون ان يحموا ظهورهم فينقلب عليهم البربر- فبدأ موسي بن نصير بفتح البلاد في ثدوء شديد وحذر وكان يؤمن ظهره ثم يفتح جزء اخر ويؤمن حتي تم فتح البلاد في سبع سنوات بينما اخذ عقبه في فتحها شهور معدودة.
2- كذلك وجد موسي بن نصير ان تعليم البربر الاسلام كان ضعيف فلم يفهمونه فهما دقيقا فبدأ يعلمهم الاسلام واستجلب التابعين من الشام والحجاز لكي يعلموا الناس الاسلام فاحبه الناس وثبتوا عليه بل اصبح البربر جند الاسلام. واتم موسي بن نصير فتح الشمال الافريقي كله ماعدا مدينة واحدة هي سبتة لم يفتحها بع وكان قد فتح ميناء طنجة وعين عليها قائد ماهر من البربر هو طارق بن زياد- وكان وسيما واشقر وعيوناه زرقاء وضخم الجثة.
بعدها فكر موسي في فتح بلاد الاندلس اذ انها البلاد التي تلي بلاد الاسلام ولم تمكن فكرة جديدة بل فكر فيها سيندنا عثمان بن عفان منف قبل اذ قال حين استعصي علي المسلمين فتح القسطنطينية (ان القسطنطينية انما تفتح من قبل البحر وانتم اذا فتحتم الاندلس فانتم شركاء لمن يفتح القسطنطينية في الاجر)

المشاكل التي كانت تعترض موس بن نصير:

1- ان المسافة بين المغرب والاندلس حوالي 13كلم علي الاقل وليس عند المسلمين سفن كافية لعبور هذة العقبة المائية.
2- ان جزر البليار وهي في شرق الاندلس قريبة جدا منها وهي ملك للروم واذا فتح الاندلس اصبحت تلك الجزر في ظهره وقد تعلم من قبل ضرورة حماية ظهره.
3- ميناء سبته الذي يطل علي مضيق جبل طارق لم يفتح الي الان ويحكمه رجل اسمه يوليان او جوليان وهو نصراني وكانت له علاقة طيبة بملك اسبانيا الاسبق غيطشة ثم حدث انقلاب عليه وتولي الحكم لوزريق (او لودريك). وبذلك اصبح يوليان علي خلاف مع لوزريق لكن قد يتحدا اذا فكر المسلمون في فتح الاندلس.
4- ان القوات المسلمةمن الشام واليمن قوات محدوده منتشرة في الشمال الافريقي كله- واذا انتقل بكل تلك القوات علي قلتها الي الاندلس قد تنتفض عليه بلاد افريقيا وقد لايستطيع فتحها بتلك القوات المحدودة مرة اخري.
5- ان قوات النصاري هناك كبيرة جدا.
6- وان الارض بالنسبة للمسلمين مجهولة المعالم تماما- فهم لايعلمون جغرافية الاندلس مطلقا.

كيفية مواجهة تلك المشاكل:

1- بدأ في انشاء موانيئ اشهرها ميناء القيروان ( وقد اسس تلك المدينة من قبل عقبة بن نافع ) وبني بها مصانع لبناء السفن. وان كان هذا الامر قيد يطول ولكن كان عنده همه عالية جدا.
2- بدأ يعلم البربر الاسلام في مجالس خاصة مثل الكورسات المكثفة وبدأ تكوين فرق منهم حتي تكون هي جيش الاسلام.
3- ولي موسي طارق بن زياد- وهو من البربر- علي قيادة الجيش المتجه الي فتح بلاد الاندلس. وهو رجل يجمع بين التقوي والكفاءة الحربية وقد اتقن اللغة العربية بالاضافة لكونه بربريا فقد كان يصلح لقيادة مثل هذا الجيش الجديد.
وهو بذلك قد حل مشكلة عدد الجيش عندما استعان بالبربر كما حل مشكلة السفن نسبيا وان كان عدده قليل.
4- اخذ الجيش وفتح جزر البليار وضمها لأملاك المسلمين حتي يحمي ظهره.

ولكن ظلت هناك بعض المشاكل وهي
انه لايعرف ارض الاندلس جغرافيا- وكذلك مشكلة سبتة وهي ميناء حصين جدا

وبذلك فقد استفنذ الرجل كل طاقته وفعل كل ما استطاع فعله- وبالتالي فقد اتي الفرج من عند الله
فقد وجد يوليان ان الارض من حوله تتاكل وان المسلمين يستطيعوا ضم سبتة في اي وقت- وكان يوليان حاقدا علي لوزريق حاكم الاندلس لانه قتل غيطشة الملك السابق وحليف يوليان واستنجد اولاد غيطشة بيوليان في الحرب ضد لوزريق ولكن يوليان لا طاقة له بحرب لوزريق- واذا استولي المسلمين علي سبتة فلن يجد مكانا يذهب اليه.
وكان لاولاد غيطشة ضياغ ضخمة في الاندلس صادرها لوزريق- واذاق شعبه الامرين حيث فرض عليهم العديد من الضرائب.
وبناء علي كل هذا فقد فكر يوليان في الاتي:
ان يتفاوض مع طارق بن زياد علي ان يسلمه ميناء سبتة- ويعطيه بعض السفن- بالاضافة الي معلومات كافية عن ارض الاندلس.
ومقابل هذا طلب يوليان املاك غيطشة عند فتح بلاده.
فسر بذلك طارق بن زياد لكنه استشار موسي بن نصير في القيروان والذي بدوره ارسل الي الوليد بن عبدالملك والذي قبل العرض بشرط الا يعتمد علي شرح يوليان ولكن يبعث بسرية استطلاعية لاختبار هذه الارض.
وبالفعل تم تجهيز هذة السرية وهي مكونة من 500 رجل علي رأسهم طريف بن مالك- وهو من البربر ايضا- في رمضان من عام 91 هـ ونزل في الاندلس بعد عبور المضيق وتعرف علي جغرافية المنطقة الجنوبية ثم عاد بنجاح الي موسي بن نصير شارحا له جغرافية هذة المنطقة.
ثم انتظر موسي عاما كاملا يجهز الجيش ويعد العدة فجهز 7000 مقاتل علي رأسهم طارق بن زياد ثم بدأ هذا الجيش في عبور المضيق في شعبان 92هـ ونزلوا بجبل -عرف بعد ذلك بجبل طارق- ثم انتقل الي منطقة تسمي الجزيرة الخضراء وهناك قابل طارق حامية لهذة المنطقة وعرض عليهم ان يدخلوا الاسلام او ان يدفعوا الجزية او القتال- فطلبوا القتال وقاتلوهم وانتصر المسلمون- فأرسل زعيم القوت رسالة الي لوزريق في طليطلة وكانت عاصمة الاندلس وكانت تقع في منتصف البلاد وجاء في هذة الرسالة ( ادركنا يا لوزريق- فانه قد نزل علينا قوم لاندري اهم من اهل الارض ام من اهل السماء فهم في ليلهم من القوان لله المصلين له وكأنهم من الرهبان وفي القتال من المحاربين الاشداء الذين تمرسوا علي القتال طيلة حياتهم )
فلما وصلت الرسالة الي لوزريق جن جنونه وجمع من الناس 100,000 مقاتل من الفرسان
اما طارق بن زياد فأرسل يطلب المدد وجاء له المدد ب5,000 جندي علي رأسهم طريف بن مالك فأصبح الجيش يتكون من 12,000 مقاتل . واخذ يبحث عن ارض تصلح للقتال حتي وصل الي منطقة تعرف بوادي برباط وكانت مكان صالح للقتال اذ جعل علي يمينه جبل وخلفه جبل وعن يساره بحيرة عظيمة ثم وضع علي المدخل الجنوبي لهذا الوادي فرقة لحمايته بقيادة طريف بن مالك حتي لايباغت من خلفه واصبح امامه فقط مفتوح لاستدراج قوات لوزريق.
وجاء لوزريق ومعه جيشه ومع البغال تحمل الحبال ليقيد بهم المسلمين ال 12,000 ويأخذهم عبيدا بعد المعركة- وجاء وهو يجلس علي سرير محلي بالذهب وهو يلبس تاجه الذهبي والثياب الموشحة بالذهب.
معركة وادي برباط: 28 رمضان 92هـ:
القوت
المسلمين
فريق خرج مضطر مجبور مضطهد
فريق خرج طائعا مختارا
الغني يستعبد الفقير
الغني بجوار الفقير صفا واحدا
قائدهم متسلط مغرور الهب ظهر شعبه بالسياط وعاش هو منعما
قائدهم رباني جمع بين التقوي والورق والقوة والرحمة والعزة والتواضع
الحاكم يأخذ كل شيئ
الغنائم توزع توزع علي الجيش بنسبة 4/5

استمرت الحرب 8 ايام متواصلة وتخللها عيد الفطر ثم من الله علي المسلمين بالنصر بعد ان علم صدق ايمانهم وصبرهم- وقتل لوزريق وقيل انه فر الي الشمال لكن اختفي ذكره- وغنم المسلمين مغانم كثيرة وكانت اهمها الخيول فاصبح جيش المسلمين خيالة بعد ان كانوا رجاله وكان الثمن شهادة 3,000 مسلم.

قصة حرق السفن:
قيل ان طارق حرق السفن ليقطع الطريق علي المسلمين وقال لهم البحر من خلفكم والعدو من امامكم- ويري البعض صدق هذه الرؤية ويري اخرين بطلانها- ويري الدكتور راغب السرجاني بطلان هذة الرواية للاسباب الاتية:
1- ان تلك الرواية ليس لها سند صحيح من الرويات الاسلامية انما جاءت في الروايات الاوربية فقط.
2- لوحدث ذلك لوجدنا في كتب التاريخ رد فعل من موسي بن نصير او الوليد بن عبدالملك او من علماء المسلمين ولكننا لم نجد شيئا.
3- ان المصادر الاوربية اشاعت ذلك لتبرير انتصار هذا العدد القليل علي الجيش الضخم وحتي يدخلوا في روع المسلمين انهم ما انتصروا الا لظروف خاصة جدا
4- المسلمين لايحتاجون الي تحميس فهم ماجاءوا من تلك البلاد الا راغبين في الجهاد طالبين الموت.
5- ان طارق قائد محنك لايمكن ان يقطع علي نفسه خط الرجعة فهناك احتمال ان ينهزم المسلمون فماذا يكون الموقف وقتها.
6- ان طارق لايملك كل السفن وانما بعضها مؤجر من يوليان اعطاها له ليعبر عليها ثم يعيدها بعد ذلك في ميناء سبتة.

الموقف بعد موقعة وادي برباط:
يري طارق ان هذة اللحظة هي من افضل الفرص لفتح بلاد الاندلس علي الرغم من انه فقد 3,000 شهيدا الا انه كان يري ان الروح المعنوية للجنود عالية جدا- والروح المعنوية للعدو في الحضيض- وان القوت قتل منهم الكثير- وان لوزريق قد قتل وكان الناس يكرهونه فكانت فرصة هائلة ليستغل ذلك للتقرب من شعب الاندلس- وكذلك فان يوليان لايزال علي عهده مع طارق ولايدري هل سيستمر في ذلك اوسينقض عهده.
وبناء علي ما سبق- قام طارق بالتوجه مع جيشه الي اشبيلية وهي من اعظم مدن الجنوب- والمفاجأة هنا ان المدينة فتحت ابوابها للمسلمين دون قتال وصالحت علي الجزية وذلك علي الرغم من قوة الحامية التي في المدينة وارتفاع اسوارها.
الجزية:
- هي ضريبة يدفعها اهل الكتاب بصفة عامة اوحتي المجوس او المشركون وهي في رأي بعض الفقهاء نظير ان يدافع عنهم المسلمون- واذا فشل المسلمون في الدفاع عنهم ردت اليهم الجزية وقد تكرر ذلك في التاريخ الاسلامي اكثر من مرة.
- وهي تؤخذ من الرجال فقط دون النساء
- ومن الرجال الكبار البالغين لا من الاطفال
- الرجال الكبار الاصحاء ولاتؤخذ من المرضي غير القادرين علي القتال
فلا توخذ من اصحاب العاهات ولا الكسح ولا المعتكف للعبادة.
- الرجال الكبار الاصحاء الاغنياء فلا تؤخذ من الفقراء بل ان الفقير قد يأخذ من بيت مال المسلمين
- ويمكن ان تري الجزية علي انها مقابل الزكاة عند المسلمين ومع هذا فهي اقل بكثير من الزكاة فكان الرجل يدفع دينار واحد في السنة بينما يدفع المسلم 2.5% من اجمالي ماله اذا بلغ النصاب.
- وكانت الجزية اقل بكثير من الضرائب التي كان يفرضها عليهم الحكام
وهناك حديثا يقول( من ظلم معاهدا اوكلفه فوق طاقته فأنا حجيجه)


استكمال الفتح

مدينة استجه هي من مدن جنوب الاندلس وقاتل اهلها المسلمين قتالا مريرا وانتصر المسلمون وطلب اهلها المصالحة علي الجزية. ولو انهم لم يصالحوا علي الجزية لأخذ المسلمين كل مافيها.
ثم ارسل طارق عدة سرايا مكونة من 700 رجل الي قرطبة وغرناطة ومالقة ومرسييه وفتحت وانطقت هو بباقي الجيش الي طليطله عاصمة الاندلس وفي طريقه فتح مدينة جيان.
وقد طلب موسي بن نصير من طارق الايتجاوز مدينة جيان او قرطبة حتي لايحيط به الجيش النصراني ويقضوا عليه. ولكن طارق وجد الطريق الي طليطله مفتوحا فمم يستشير موسي وذهب اليها وعلم بذلك موسي ولكنه لطول المسافات لم يستطع ان يلحق بطارق الا بعد انو وصل الي طليطله.
وكما ظن طارق وجد طليطلة وهي من احصن المدن حيث انها محاطة بجبال طبيعية من الشمال والشرق والغرب والجنوب فقط هو المفتوح وعليه حصن كبير جدا ومع ذلك لما وصل طارق وجدها قد فتحت ابوابها وصالحت علي الجزية.
اما موسي بن نصير فلم يعجبه ذلك اذ انه معروف بالتأني والحكمة والصبر الذي كان يتبعه في فتوحاته في شمال افريقيا فأرسل رسالة شديدة اللهجة الي طارق يأمره بالكف عن الفتح وبالانتظار حتي يصل اليه خشية ان تلتف حوله الجيوش النصرانية.
جهز موسي بن نصير جيشا قوامه 18,000 جائوا من مشارق العالم الاسلامي ومغاربه عندما علموا ان هناك جهاد في الاندلس وهم من عرب الحجاز واليمن والعراق والشام.
وعبر موسي بتلك الجيوش الجرارة المضيق ولما وصلوا هناك وجد موسي ماتوقعه- فوجد ان النصاري قد انتفضوا ونقضوا العهد مع المسلمين في اشبيلية وجهزوا العدة لكي يلتفوا علي جيش طارق. لذلك اعد موسي هذا الجيش وحاصر المدينة عدة شهور حتي فتحت ابوابها ثم بعد ذلك انطلق الي منطقة الغرب التي لم يدخلها طارق. ووصل الي منطقة تسمي مردة وقد كان تجمع فيها العديد من القوات لمحاربة المسلمين وحاصروها شهورا حتي فتحت في عيد الفطر عام 93هـ
ثم ارسل موسي ابنه عبدالعزيز ليكمل فتح غرب الاندلس ( البرتغال ) ويعتبر عبدالعزيز هو فاتح البرتغال. وعندما التقي موسي بطارق عنفه علي معصيته في عدم البقاء في قرطبة اوجيان ولكن كان العتاب سريعا وبسيطا. وليس كما زعم البعض انه قد اهانه اوضربه بل كان اللقاء بينهما حارا اذ انهما قد انفصلا منذ سنتين. اذ ان الحملة التي قادها طارق اخذت عاما كاملا حتي يصل الي طليطلة والحملة التي قادها موسي اخذت عاما اخر حتي وصل الي طارق. وما ان وصل موسي غادرا معا الي الشمال لاستكمال فتحه. ففتحا برشلونة ثم سرقوسطة وهي من اعظم مدن الشمال الشرقي- كما ارسل سرية خلف جبال البرنيية وهي جبال تفصل بين فرنسا واسبانيا وفتحت مدينة اربونا وقد اصبحت نواة بعد ذلك لمقاطعة اسلامية كبيرة. ثم اخذا يستكملان الفتح في اتجاه الشمال الغربي وفتحوا مدينة تلو الاخري حتي انتهي عام 95 الي فتح كل بلاد الاندلس في حوالي 3.5 سنة ولكن تبقي اقصي منطقة الشمال الغربي وهي تسمي بالصخرة او صخرة بلاي علي خليج بسكاي (خليج يلتقي مع المحيط الاطلنطي) وذهبوا لفتحها وعند ذلك وصلتهم رسالة عجيبة من الوليد بن عبدالملك جاء فيها انهم يجب ان يعودوا ادراجهم الي دمشق وال يستكملا الفتح- فأحزن هذا الطلب موسي وطارق كثيرا- ولكن قيل ان اسباب هذا الطلب ان الوليد رأي ان المسلمين قد توغلوا كثيرا في بلاد الاندلس وخشي ان يلتف حولهم النصاري. وكان قد وصل الي علمه ان موسي يفكر في فتح القسطنطينية من الغرب فيفتح فرنسا ثم ايطاليا ثم يوغوسلافيا فرومانيا ثم بلغاريا حتي يصل الي تركيا والقسطنطينية التي استعصت علي المسلمين. فالتوغل بكل الجيش في كل هذا العمق البعيد عن كل مدد حيث يفصل بين المسلمين وهذا الجيش بحار وجبال واراضي واسعة قد يكون فيه هلاك الجيش.
كان موسي يبلغ من العمر 75 سنة ومع ذلك كان يركب الخيل ويجاهد في سبيل الله وعنده امل ان يفتح كل اوروبا وكان متشوقا للجهاد وكان يتعرض دائما للشهادة فحزن حزنا شديدا لانه سيترك تلك الارض- ولانه لم يفتح الصخرة بعد- ولانه لم يستكمل حلمه في فتح القسطنطينية. ولكنه لم يجد الا ان يطيع الخليفة فأخذ طارق وعاد الي دمشق وما ان وصل اليها حتي وجد الوليد بن عبدالملك وفي مرض الموت ومرت ثلاثة ايام ومات الوليد وتولي بعده سليمان بن عبدالملك وكان هو الاخر يري عدم استكمال الفتوحات في اوروبا- وبعدها بعام ذهب سليمان للحج وذهب معه موسي عام 97 هـ وقال وهو في طريقه ( اللهم ان كنت تريد لي الحياة فأعدني الي ارض الجهاد وأمتني علي الشهادة وانت كنت تريد غير ذلك فأمتني في مدينة رسول الله ) فحج وفي قبل ان يغادر مات في مدينة رسول الله. اما طارق فقد انقطعت اخباره ولايعلم احد اين ذهب.




هي فترة حوالي 42 سنة توالي حكم البلاد 22 والي اي كل والي يحكم سنتين. وكان السبب في ذلك انه في الفترة الاولي كان يستشهد كثير من الولاة في معاركهم ضد فرنسا- وبعد ذلك كان الولاة يتغيرون بالمكائد والانقلابات.

مميزات الفترة الاولي من عهد الولاة:

1- نشر الاسلام: تعل الاندلسيين الاسلام ووجدوه عظيما فدخلوا فيه افواجا حتي اصبح عموم اهل الاندلس من المسلمين بل اصبحوا هم جند الاسلام. وتزوج العرب والبربر من الاندلسيات فنشأ جيل يعرف بجيل المولدين وتساوي الجميع البربر والعرب مع الاندلسيين.
2- اتيحت الحرية العقائدية للناس: وكان المسلمين يشترون بعض الكنائس اذا وافق اهلها والا تركوها كما هي.
3-نشر الحضارة الاسلامية: هاتم المسلمون بتأسيس الحضارة المادية وبناء المساكن ونشر الكباري والقناطر ( مثل قنطرة قرطبة ) وانشأوا ديار للاسلحة وديار لصناعة السفن وقويت القوة الاسلامية.
4- نشر اللغة العربية: بدأ الاندلسيون يقلدون المسلمين في كل شيئ حتي في اللغة العربية بل انهم كانوا يفخرون بتعلم اللغة العربية.
5- بناء عاصمة الاندلس: واختار المسلمين قرطبة لتكون العاصمة بدلا من طليطلة لانها اقرب الي بلاد المغرب وذلك ليتيسر اليهم ارسال المدد اذا احتاج الامر.
6- تميزت تلك الفترة بالجهاد ضد فرنسا.

الولاة:

- السمح بن مالك الخولاني: ( 99هـ -- 101هـ )
وهو والي عمر بن عبدالعزيز وفي هذة الفترة عم الرخاء والامن في بلاد المسلمين. فأختار السمح وهو رجل معروف بالتقوي والورع- الانطلاق الي فرنسا لنشر الدعوة فكانت أربونة مدينة قد فتحها موسي بن نصير في عهد الفتح ولكن السمح رحمة الله فتح كل منطقة الجنوب الغربي لفرنسا واسس مقاطعة ضخمة جدا امها مقاطعة سبتمانيا التي تعرف الان بساحل الريفيرا الموجود في فرنسا من اشهر المنتجعات السياحية ثم استشهد رحمة الله في 102 هـ يوم عرفة.

- عنبسه بن سحين: ( 102 هـ -- 107 هـ )
واصل الجهاد في فرنسا حتي وصل الي مدينة سانس علي بعد 30 كم من باريس وتقع في اقصي شمال فرنسا اي ان المسلمين استطاعوا فتح 70% من فرنسا وفي عهد هذا الرجل ومن قبله السمح. لكنه توفي مستشهدا في طريق عودته.

وبعد وفات عنبسه تولي ععد من الولاة كان اخرهم

- الهيثم الكولابي:
علي غير عادة السابقين كان هذا الرجل متعصبا لقومه وقبيلته ودبت الخلافات بين المسلمين حسب الجنس فقد كان الرجل عربي ودارت مشاحنات ومعارك بين العرب والبربر.

ثم فتح الله علي المسلمين برجل اسمه

- عبدالرحمن الغافقي:
الذي الغي العصيان واعاد الدين من جديد ووحد الصفوف ثم انطلق الي فرنسا ليستكمل الفتوحات ففتح مدينة ارل ثم بودو ثم طلوشة ثم تور حتي وصل الي بواتية ( بينها وبين باريس 100 كم- وتبعد عن قرطبة 100 كم ) وطوال الطريق ظل يفتح البلاد ويجمع الغنائم حتي كثرت الغنائم جدا وفكر بالعودة الي الاندلس لوضع الغنائم ثم العودة لاستكمال الفتح لكنه رجع ورفض وانطلق الي بواتية وعسكروا في منطقة تسمي البلاط ( بلغة اهل الاندلس القصر ) كان بها قصر قديم مهجور واخذ ينظم الجيش لكن هنا ظهرت العصبية مرة اخري عندما ارادوا تقسيم الغنائم بشكل مختلف يتفق مع الجنس فقال العرب نحن افضل من البربر وقال البربر بل نحن من فتح هذة البلاد- بالاضافة الي ذلك ظهر امر خطير وهوالاعتماد علي كثرة عدد المسلمين وعتادهم ونسوا ان النصر ما هو الا من عند الله فقد كان الجيش حوالي 50,000
وتلك الامور الثلاثة كانت هي عوامل الهزيمة فيما بعد.
علي الجانب الاخر جمع شارل مارتن ( سماه بابا روما بالمطرقة لانه كان شديدا علي اعدائه) حوالي 400,000 مقاتل والتقي الجيشان ودار القتال واستمر لمدة 10 أيام وكان ذلك في رمضان 14 هـ. وفي البداية كانت الغلبة للمسلمين لكن في اخر الموقعة فطن الاعداء الي كمية الغنائم الضخمة خلف الجيش فالتفوا حولها ليأخذوها فارتبك المسلمين واسرعوا لحماية الغنائم ثم ادي ذلك الي هزيمتهم وسميت الموقعة بموقعة بلاط الشهداء لكثرة عدد شهداء المسلمين.

وقد بالغت الروايات الاوربية كثيرا في عدد القتلي المسلمين فقالت انهم 375,000 مع ان كل الجيش كان 50,000 فقط وذلك ليعظموا شأن النصر الذي حققوه ويقول النصاري مستهزئين لو ان المسلمين انتصروا في تلك المعركة لفتحت اوروبا كلها ولدرس القران في جامعة اوكسفورد.
وانسحب الجيش المسلم بعد ذلك ولم يتبعه النصاري فلم تكن الخسارة فادحة بالنسبة للمسلمين- لكن الوالي عبدالرحمن الخافقي استشهد.

تعليق:
يقال ان النصاري قد فطنوا الي الخلاف الدائر بين البربر والعرب وحفظوا هذا الامر حتي عام 1830 م عند احتلال فرنسا للجزائر ( 1800 – 1960 م ) وعندما قامت الحركات الاستقالالية عام 1920 فكرت فرنسا ان تضرب العرب بالبربر واشاعت في البربر انهم قريبون من العنصر الاري وبعيدون عن العنصر السامي ( حيث انهم شقر )
وكثفت تعليم اللغة الفرنسية بالجزائر ولكن ظل البربر علي اسلامهم. ولجأت فرنسا لحيلة اخري وهي نشر اللغة المازيغية وهي لغة البربر الاصلية وكانت تنطق ولا تكتب فكتبوها بحروف لاتينية حتي انها انشأت في فرنسا اكاديمية لتعليم اللغة الامازيغية عام 1967م. واستجلبت الشباب من البربر الي فرنسا لتعلمهم تلك اللغة وانشأت فرنسا 1998م الاكاديمية العالمية للبربر تجمع فيها البربر من كل العالم.
وعلي النقيد من ذلك رفضت فرنسا المشروع الذي تقدم به جوزبان رئيس وزرائها عام 1999 لشيراك لاقرار بعض اللغت المحلية فقال شيراك انك تريد بهذا المشروع بلقنة فرنسا اي جعلها مثل بلاد البلقان متفرقة حسب العرق.

لماذا لم يثور أهل الاندلس علي المسلمين؟
كان من الطبيعي ان يثور اهل الاندلس علي المسلمين ولكنهم لم يفعلوا وذلك لان الاسلام اعطاهم الكثير- فبعد ان كانوا يدفعون ضرائب باهظة وتسلب اموالهم وتنتهك اعراضهم ويعاملون بالبيع والشراء كالدواب اصبح يقال لهم ماا عليكم الا دفع الجزية ويقال لهم ان لهم ان يعيشوا في امان لا هبة منا بل هو حق لكم فأنت امن علي دينك ونفسك ومالك وأهلك. ولكن لم يدخل الكل في الاسلام وانما ظل اقوام حانقين علي الاسلام ولكنهم يهابون المسلمين ( لانتم اشد رهبة في صدورهم من الله )
ولقد تركت لهم كنائسهم وكان لهم قضاء خاص بهم ولم يفرق بين مسلم ونصراني ويهودي في المظالم.

- عقبة بن الجاج السلولي
ثم بعد ذلك قامت قائمة مرة اخري للمسلمين علي يد هذا الرجل الذي خير بين امارة افريقيا وامارة الاندلس فأختار الاندلس لانها ارض جهاد وقام ب 7 حملات علي فرنسا علي سبعة سنوات وكان ينزل الي الاسري بنفسه يعلمهم الاسلام حتي اسلم علي يديه 2000 من الاسري ثم استشهد عام 123 هـ وانتي بهذا العهد الاول من الولاة الصالحين المجاهدين الاقوياء ( من 123 – الي 138 ) وبدأ عصر الضعف.

وفي اول هذا العهد كانت هناك اموال كثيرة جدا ولكن حدثت انقسامات بين البربر والعرب بل وبين العرب انفسهم بين العدنانيين وهم اهل الجداز والقحطانيين وهم اهل اليمن ثم حدثت انقسامات اخري بين اهل الحجاز انفسهم. بين الفهريين والمويين. ثم ظهر امر جديد فتولي الحكم ولاة ظلموا الناس مثل عبدالملك بن قطن الذي ملأ الارض ظلما فلم يعط من الغنائم للبربر بل ولم يعط سوي المضريين فانقسم الناس وانقلبوا عليه فتولي بعده يوسف عبد الحمن الفهري من عام 130 الي 138 هـ ولما تولي الحكم انفصل بالكلية عن الخلافة الاموية وحدثت ثورات كثير في عصرة وكانت حوالي 30 ثورة وترك الناس الجهاد وتركوا الحروب ضد منطقة الصخرة. وجاء في سنن ابي داود عن بن عمر قال ( اذا تباعيتم بالعينة واخذتم اذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لاينزعه حتي ترجعوا الي دينكم).

وحدثت احداث كثيرة في اخر عهد هذا الوالي في عام 138- حيث فقدت كل الاراضي الاسلامية في فرنسا الا مقاطعة سبتمانيا- وظهرت مملكة نصرانية اسمها ليون- وانفصلت الاندلس بالكلية عن الخلافة الاموية كما قلنا سابقا- وانقسمت البلاد الي فرق متناحرة وثورات- وظهر فكر للخوارج الذين جاءوا من الشام وانضم اليهم البربر ( فقد كانوا يعانون من العنصرية الشديدة منذ ايام يوسف الفهري)- وسقطت الخلافة الاموية وقامت الخلافة العباسية وانشغل العباسيون بحرب الامويين وتركوا امر الاندلس بالكلية
وفي نفس هذا العام 138 وفي ذي الحجة دخل عبدالرحمن بن معاوية بن هشام بن عبدالملك الي الاندلس- بعد ان سقطت الدولة الاموية وقتل كل المرشحين للخلافة من الامراء وابنائهم و احفادهم الا القليل وكان منهم عبدالرحمن وكان عمره 19 سنة وكان يعيش في العراق وله اخ اصغر عمره 13 سنة وكان مطلوب رأسه هو واخيه وكان جالسا في يوم من الايام في العراق معتزل في الظلام لانه اصيب برمد في عينيه فدخل عليه ابنه يبكي فزعا فأخذ عبدالرحمن يسكنه فلم يسكن فقام عبدالرحمن فوجد الرايات السود رايات الدولة العباسية فعلم انه مطلوب فوضع يده علي نقوده وترك اهله واخذ اخوه الوليد بن معاوية فقط وترك كل النساء والاطفال لان العباسيين لم يعهدوا قتل النساء والاطفال اوانما يقتلون كل من بلغ واصبح مؤهلا للخلافة- وهربا حتي وصلا الي نهر الفرات ووجد القوات العباسية تحيط بالنهر فألقيا بأنفسهما في النهر فنادهما العباسيون ان ارجعا ولكما الامان وتعب الوليد من السباحة فأراد ان يعود وقال له عبدالرحمن يا اخي ارجع انهم سيقتلوك فقال له انه قد اعطونا الامان فامسك به العباسيون وقتلوه فعبر عبدالرحمن النهر ثم ذهب الي المغرب حيث كان اخواله من البربر- فلما وصل القيروان وجد هناك ثورة للخوارج علي رأسها عبدالرحمن بن حبيب- وحاول قتل عبدالرحمن بن معاوية لان بين الخوارج وبني امية عداء شديدا فظهور الخوارج كان بعد صراع بين معاوية وعلي وانشق اتباع علي الي خوارج وشيعة. فلما اجتمع عليه الخوارج ليقتلوه هرب الي باقرق في ليبيا حتي سنة 136هـ وعنده 23 سنة وفكر ماذا يفعل- وهداه تفكيره الي الذهاب الي الاندلس وذلك لانها ابعد رقعة في بلاد المسلمين- ويفصل بينها وبين العباسيين البحر- كما ان الوضع في الاندلس ملتهب جدا لوجود الوالي يوسف الفهري وهو حاكم ظالم- فبدأ يخطط لدخول الاندلس فأرسل مولاه بدر لدراسة الموقف كما انه راسل كل محبي الدولية الاموية في الاندلس بعد ان علمهم من مولاة بدر فكان كثير من الناس يحبون بني امية حيث انه اشتهر عنهم حب السياسة وحسن معاملة الناس ونشر الدين- كما انه ارسل للبربر يطلب معونتهم- فقد كان البربر يلقون معاملة سيئة من قبل الوالي
كذلك ارسل الي كل الامويين في الارض ( مصر- الحجاز- السودان- ...) يعرض عليهم فكرته وجمع الناس والافكار من عام 136هـ الي عام 138هـ ويأتي رسول من عند مولاه بدر يقول ان الامر قد تهيأ لدخولك فسأل الرسول ما اسمك قال غالب التميمي قال الحمد لله غلبنا وتم امرنا واخذ السفينة ونزل علي ساح الاندلس وانتظره مولاه بدر هناك وكان يوسف يقمع ثورة في الشمال وبدأ عبدالرحمن يجمع الناس حوله من البربر والمويين ولكن كان العدد قليل ففكر في اليمنيين فهم علي خلاف مع يوسف وكان علي رأسهم رجل اسمه اوبالصباح اليحصوبي في اشبيلية المقر الرئيسي لهم فذهب عبدالرحمن الي اشبيلية واجتمع مع ابوالصباح واتفقا علي ان يقاتلا سويا ولكن قبل القتال ارسل الي يوسف يقول له: انه عبدالرحمن بن هشام ويطلب منه ان يسلمه الحكم وان يكون من رجاله لكن يوسف رفض وجمع جيشا ليحارب عبدالرحمن في موقعة تسمي المسارة في ذي الحجة عام 138هـ.
وفي ذلك الوقت وقبل المعركة اشيعت شائعات ان عبدالرحمن عنده فرس اشهب سريع جدا فاذا حدثت هزيمة فر بفرسه وعلم بذلك عبدالرحمن فذهب الي ابوالصباح وقال ان هذا الفرس كثير الحركة ولايمكنني من الرمي وطلب منه ان يأخذ هذا الفرس ويعطيه بغلته ففعل فقال اليمانيون ان هذا الرجل لايريد الفرار.
وانتصر عبدالرحمن وهزم يوسف وفر ورفض عبدالرحمن مطارده جيش يوسف وقال لاتتبعوهم اتركوهم لا تستأصلوا شأنه اعداد ترجون صداقتهم واستبقوهم لمن هم اشد عداوه منهم ( وكان يقصد الروم) فهو يملأ قلبه غل علي من قاتلهم من وقت قصير وفهم جيدا من هم الاعداء. ثم انه ان جاز له ان يقاتلهم ليوحد الصف المسلم فلا يجوز له ان يتتبعهم ويقتل اسيرهم ويجهز علي جرحاهم ولا يؤخذ منهم الغنائم لانهم لهم حكم الباغين في الاسلام.
وبعد انتهاء تلك المعركة قال ابوالصباح الان قد انتصرنا علي يوسف وجاء وقت النصر علي غيره وكان يقصد عبدالرحمن لكن اليمانيين لم يوافقوه علي ذلك ووصلت هذة المقولة لعبدالرحمن ولكنه اسرها في نفسه واصبح حذرا منهم حتي لا يحدث خلل في هذا الوقت ثم بعد 11 سنة عزل ابوالصباح.
بعد انتصاره وسيطرته علي الجنوب الاندلسي لقب بعبدالرحمن الداخل لانه اول من دخل الاندلس من بني امية حاكما. ومنذ ان استلم الحكم اصبحت تسمي هذة الفترة بفترة الامارة الاموية.



امارة لانها انفصلت عن الخلافة الاسلامية وبدأ عبدالرحمن الداخل ينظم الامور واخذ يروض الثورات الواحدة بعد الاخري فقد قامت عليه حوالي 25 ثورة وتركها بعد موته وهي من اعظم الدول.

ثورة عام 146 هـ:
قام به العلاء بن مغيث الحضرمي حيث راسله ابوجعفر المنصور ( وهو الخليفة العباسي الثاني وهو المؤسس الحقيقي للخلافة العباسية بعد ابي العباس السفاح ) ليقتل عبدالرحمن ويضم الاندلس الي الخلافة العباسية فجاء العلاء من بلاد المغرب ورفع الراية السوداء ودارت بينهما معركة كبيرة انتصر فيها عبدالرحمن ومات العلاء فقال ابوجعفر المنصور: قتلنا هذا البائس العلاء ومالنا في هذا الفتي من مطمح- الحمد لله الذي جعلي بيننا وبينه البحر ) ولم يفكر بعدها في اعادة الاندلس للخلافة العباسية بل ان ابوجعفر سمي عبدالرحمن بصقر قريش فكان كثير الاعجاب به.

استفسار: لماذا يحارب عبدالرحمن الخليفة العباسي:
الدولة العباسية هي التي اخطأت في حق الامويين حين قتلتهم جميعا وتتبعتهم في البلاد. صحيح ان هناك فساد واضح في نهاية عهد الامويين فقد فشلوا واستحقوا الاستبدال لكن كان من المفروض ان تحتوي طاقات الامويين ( لايحل دم المسلم الي باحدي ثلاث: الثيب الزاني- والنفس بالنفس- والتارك لدينه المفارق للجماعة) فلا مانع من ان نقيم الحد علي من افسد من بني امية ونستوعب الاخرين. مما اضطر عبدالرحمن من محاربته لانه يعلم انه لو خسر المعركة لقبض عليه وقتل في الحال.

تم لعبدالرحمن السيطرة علي جميع الثورات في الاندلس واجتمع الجميع عليه ان يكون اميرا للبلاد فقد قال رسول الله (ص)( من اتام وامركم جميع علي رجل واحد فأراد ان يشق عصاكم افضربوا رأسه كائنا من كان ) رواه مسلم.
ومع ذلك كان عبدالرحمن لايحب الدخول في الحروب بل كان يبدأ دائما بلاسلم وكلن بسبب الانشغال عن الجهاد سقطت كل دولة المسلمين في فرنسا.

انجازاته:
انشأ جيش كبير واخذهم من المولدين اهل الاندلس الاصليين- كل فصائل البربر- اليمانيين مع علمه ان ابا الصباح يدبر له مكيده- كل فصائل وقبائل بني مضر- الثقالبه: (وهم اطفال نصاري اشتراهم من اوروبا ورباهم علي الاسلام من حيث الجهاد وصحة العقيدة والعبادة) حتي وصل تعداد الجيش 100,000 فارس.

اهتم كذلك بالقضاء والحسبة كما اهتم بالانشاء والتعمير وانفق 80,000 دينار علي مسجد قرطبة وانشأ اول دار لصك النقود وانشأ القناطر والكباري واهتم بالحدائق منها الرصافة وهي حديقة جميلة زرع فيها الوانا شتي من الاشجار واذا افلح في زراعة نبات كان يأخذه وينشره في كل البلاد.
كذلك احيا عادة الجهاد واماها الصوائف فكان كل عام يقسم ميزانية الدولة الي الجيش والدولة كل منهم الثلث- واما الثلث الاخير فكان يدخره.
كما انشأ مصانع للسيوف والمنجنيق وانشأ موانيء كثيرة منها ميناء طرطوشة.
يحي انه دخل عليه احد الجنود في يوم انتصار وتحدث اليه بأسلوب فيه اساءة ادب ورفع صوته فقال له ياهذا اني اعلمك من جهل انه يشفع لك هذا الموقف هذا النصر الذي نحن فيه فأني اخاف ان تسيئ الادب في يوم ليس فيه نصر فأغضب عليك فرد عليه قائلا عسي الله ان يجعل عند كل ذلة لي نصر لك فتغفر لي ذلاتي. فقال عبدالرحمن هذا ليس اعتذار جاهل فقربه اليه ورفع من شأنه.
ظل فترة طويلة يفكر اي ابناءه يستخلف وبعد طول تفكير استخلف هشام الصغير لانه رأي فيه قدرة اكبر من اخيه سليمان الكبير علي حكم البلاد وكانوه يشبهون هشام بعمر بن عبدالعزيز.

هشام بن عبدالرحمن الداخل: من 172هـ -- الي 180هـ
كان عالما احاط نفسه بالفقهاء وكان له اثر عظيم في نشر المذهب المالكي ونشر اللغة العربية حتي انتشرت اللغة في اليهود والنصاري. وكان له حروب كثيرة مع ممالك النصاري في الشمال.

الحكم بن هشام بن عبدالرحمن الداخل: من 180هـ -- الي 206هـ
كان قاسيا جدا فرض ضرائب كثيرة واهتم بالشعر والصيد وقاوم الثورات بأسلوب سيئ فكان يحرق بيوت الثائرين ويطردهم خارج البلاد. ومن اشهر من قاومهم قوم يسمون بالربض احرق ديارهم وطردهم فذهبوا الي جزيرة كريت واسسوا مملكة اسلامية هناك.
ولكنه لم يوفق حركة الجهاد. وسقطت في عهده بعض البلاد منها امارة اراجون وفي اخر عهده تاب واعتذر عن افعاله وذلك قبل موته بعامين.

عبدالرحمن بن الحكم: من 206هـ -- الي 238هـ
- ازدهرت الحضارة العلمية في عصره جدا: واهتم بالكباري والحدائق- واستقدم الكثير من العلماء من بغداد واسس نواة مكتبة قرطبة العظيمة. وعاش في الاندلس وقتها عباس بن فرناس واخترع الة تشبة القلم الحبر- كما اخترع الة لتحديد الوقت- كما انه اول من اخترع الزجاج من الحجارة وكان من اشهر العلماء في عصره.

- وازدهرت الحضارة المادية: فاذدهرت التجارة وكثرت الاموال حتي لانجد عادة التسول هناك اطلاقا وتقدمت وسائل الري ورصف الشوارع وبناء القصور والحدائق في حين كانت تعيش اوروبا في ظلام دامس.

- واستأنف الجهاد في عهده من جديد- كما صد غزوات الفايكنج ( وهم اهل اسكندنافيا ) فهجمت تلك الجيوش علي اشبيلية سنة 230 هـ وذلك عن طريق البحر ومعهم 54 سفينة وعندما دخلوا اشبيلية افسدوا في البلاد ونهبوها وفعلوا فيها الافاعيل وذهوبا الي مرسيه وافسدوا فيها ايضا فجهز عبدالرحمن جيوشا واغرقوا لهم 35 سفينة وعادوا علي السفن الباقية خائبين.
وبعدها انشأ صور ضخم حول اشبيلية وانشأ اسطولين في البحر الابيض المتوسط جهة فرنسا والاخر في المحيط الاطلنطي مواجه لمنطقة الصخرة.

- وجاءت السفارات في عصره تطلب ود المسلمين كذلك ارسلت الدانمارك هدايا للمسلمين.

- كما انه اعاد فتح جزر البليار مرة ثانية في عام 234هـ حيث انها كانت قد سقطت في عهد الولاة الثاني لما انحدر حال المسلمين.


عصر الضعف الثاني: من 238هـ الي 300هـ :
محمد بن عبدالرحمن الاوسط:
وكان عاقلا مجاهدا- اهتم بالعلماء وخفف الاعباء المادية عن الناس.

المنذر بن محمد بن عبدالرحمن الاوسط:
كان فارسا شجاعا ولم يحكم الا سنتين ومات وهو يقمع احد الحركات المتمردة.

عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن الاوسط:
كان عادلا محبا للناس ينظر في المظالم بنفسه وكان متقشفا.

وقتل محمد بن عبدالله وكان الخليفة بعد ابوه الا ان اخاه قتله وتولي بعده

عبدالرحمن بن محمد ( الملقب بالناصر ):
وبالرغم من ان الحكام الثلاثة كانوا اتقياء وعدول الا انهم كانوا ضعاف الشخصية وضعاف في القيادة والادارة وكانت من اسباب الضعف:
1- انفتاح الدنيا علي المسلمين.

2- ظهور المطرب زرياب:
وهو مطرب من بغداد تعلم علي يد ابراهيم الموصلي كبير مطربي بغداد- ثم غار ابراهيم من تلميذه حين اجتمع له الناس فأخرج زرياب من بغداد فذهب الي الاندلس فاستقبله اهل الاندلس استقبالا عظيما فغني للناس وعلمهم ان لكل موسم لبس وعلمهم فنون الطعام كما اخذ يحكي لهم حكايات الامراء حتي تعلق الناس به وكثر المطربون ثم انتشر الرقص بدأ بين الرجال ثم انتقل الي غيرهم. مما جعل الناس ينصرفون عن سماع القران وقصص السلف الصالح. ومازال الي الان له اسم وسيط واسع في كل بلاد المغرب العربي حتي قيل انه سبب في النهضة الحديثة التي حدثت في تلك البلاد.

3- ضعف الدولة الاموية: ثورات واستقلالات عام 300هـ
- ظهر رجل اسمه عمر بن حفصون من المولدين من اهل الاندلس الاصلين وكان قاطع طريق وكانت له عصابة من 40 رجل واشتد خطره عند التفات الناس عن الجهاد فزاد عدد افراد عصابته حتي سيطر علي جنوب الاندلس ثم تنصر عام 286هـ وسمي نفسه صمويل واستعان ببلاد الفرنجة. واراد اخذ التأييد من ليون وفي نفس الوقت توقف الجهاد فتجرأ علي الهجوم من الشمال ( وكان نفس الشيئ قد حدث في عهد رسول الله ص لما ارسلت قريش لعبدالله بن ابي بن سلول وكما حدث مع السودان من جون جرنج ).
واستقل عمر بن حفصون بجنوب الاندلس بدويلة ضم اليها الكثير من الحصون مثل حصون استجه وحصون جيان- كما ضم اليه غرناطة وباربشتر في الجنوب بجوار المرية علي ساحل البحر المتوسط.
- ثورة في اشبيلية بقيادة بن حجاج ساعدت صمويل في ثورته ضد قرطبة.
- تمرد في بلنسية في الشرق.
- تمرد في سرقوسطة في الشمال الشرقي.
- احتلال بعض المدن المسلمة من قبل مدن اخري ك اراجون ونافار وليون.
- تمرد في غرب الاندلس يقوده عبدالرحمن الجليقي.
- ثورات في طليطلة.

4- تكون بعض الممالك الصليبية:
كانت قد تكونت مملكة ليون في عهد الولاة الثاني. وفي عهد الحكم بن هشام تكونت مملكة اراجون وكانت عاصمتها برشلونة- ثم تكونت امارة ثالثة هي امارة نافار ( نبارة ) وانفصلت عن ليون وذلك في اقليم الباسك في اسبانيا ( وهذا الاقليم يعاني من انشقاقات حتي الان ) وكانت تلك الممالك تهاجم بلاد الاندلس ودخلت واخذت دويلات مسلمة كثيرة.

5- الفتنة:
فقد قتل المطرف بن عبدالله اخوه محمد ولي العهد وكان عمره 22 سنة وترك طفل عمره 3 اسابيع هو عبدالرحمن الناصر.

6- ظهور الدولة الفاطمية:
ظهرت في المغرب العربي وهي دولة شيعية قتلت علماء السنة في المغرب وامتدت الي الجزائر وتونس وليبيا ثم مصر والشام وكان من اخطر اعمالها انها امدت صمويل بالسلاح عن طريق مضيق جبل طارق.

7- ضعف الهمة:
ساد الشعور بالهزيمة في الناس وتوقفوا عن الجهاد.

8- تفكك العالم الاسلامي:
في نفس الوقت كان العالم الاسلامي منقسم- ففي مصر والشام الدولة الاخشيدية- وفي الموصل بن حمدان- وفي اليمامة القرامطة- وفي اصفهان/ايران بني بوية- وفي خراسان نصر السماني- وفي طبرستان الديلم- والاهواز البرديسيون- وكرمان محمد بن الياس- اما العباسيون فكانوا يسيطرون علي بغداد فقط.

وحدث كل هذا السقوط مع ان حكام الاندلس كانوا متقين في حين لم يحدث ذلك في عهد الحكم بن هشام وكان حاكما ظالما وذلك لان الناس في عهد الحكم كانوا اتقياء ولم يفسدهم الترف- في حين ان الشعب في عهد الحكام الاتقياء كانوا قد تربوا علي الترف حتي لو تولي الصالحون فان الامة تهلك. كذلك فان الحكام كانوا ضعاف الشخصية اذ ينبغي ان يكون الحاكم يتميز بالشخصية القوية والحزم والحكمة في الحكم وذلك بالاضافة الي التقوي.

تربي عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله علي حسن القيادة والجهاد وحسن الادارة والتقوي والورع والانتصار للمظلوم- كما انه كان عنده ثقة كبيرة في الله وثقة كبيرة في نفسه انه يستطيع ان يغير الضعف الي قوة واول ما فعل هو تنظيف قرطبة من الفساد وان كانت عشر الاندلس الا انها مركز ثقل كبير- فأخذ ينتقي امراء وقواد جيش ممن اتصف بالتقوي والورع وسعة العلم والقدرة علي الحكم كما انه اعلي من شأن العلماء وطبق الشرق علي نفسه وفي البلاد.
وبعد شهرين من توليه الحكم استرد استجه من عمر بن حفصون وبعدها قام بحملة كبيرة ضده سنة 300هـ في شعبان ورمضان وشوال واسترد جيان.
وكانت المشكلة ان عمر يمتلك قوة كبيرة فقد كان يأتيه المدد من دول الفرنجة في الشمال ومن الدولة الفاطمية من الجنوب ومن اشبيلية من الغرب- فبدأ عبدالرحمن باشبيلية لان فيها جيشا كبيرا من المسلمين فاراد ان يضم هذا الجيش الي جيشه حتي تقوي شوكته اكثر فهجم عليها في عام 301هـ وسيطر عليها وضم اليه جيشها. ثم عاد الي عمر بن حفصون واسترد منه جبال راندا ثم شادونا ثم قرمونا من الجنوب ثم تعمق في الجنوب حتي وصل الي مضيق جبل طارق فقطع عنه المساعدات الفاطمية- كذلك قطع الامدادات من دول الفرنجة حيث انها كانت ترسل اليه عبر مضيق جبل طارق من المحيط الاطلسي ولذلك طلب عمر الصلح علي ان يعطي عبدالرحمن 162 حصن مقابل الامان فوافق عبدالرحمن حتي يتفرغ لغيره حيث انه امن جانبه.- واصبح الان عبدالرحمن حاكما علي سدس الاندلس.

وفي عام 302هـ ترك كل تلك التمردات واخذ جنده يقاتل ليون التي هجمت علي سرقوسطة وهي مسلمة مع انها متمردة عليه حتي يعلم الناس من هو عدوهم الحقيقي فاحرج بذلك المتمردين وكانت النتيجة انه انتصر وعاد محملا بالغنائم.
وانضمت بعد عودته سرقوسطة بدون قتال فكانت هدية لمن جاهدة وثبت علي دينه. وجاءته هدية اخري عام 306هـ وهي موت صمويل بن حفصون عن 66 سنة ونزل عبدالرحمن بسرعة الي الجنوب واسترده كله بعد ان استتاب الناس 3 ايام فمن عاد الي الاسلام قبله في جيشه ومن ابي قاتله وكان ممن ابي ابنة صمويل فقتلها.

وفي عام 308هـ ضم اليه طليطلة بسهولة- ثم وجه حملة كبيرة للفرنجة تعرف بحرب موباش الكبري ضد جيوش ليون ونافار وانتصر عليهم.
وفي عام 312 بعد موباس ذهب الي نافار واكتسحها وضم عاصمة نافار مدينة بانبلونا.
وفي عام 316 ضم اليه شرق الاندلس وقمع التمرد وفي نفس العام قام بحملة علي غرب الاندلس وهزم عبدالرحمن الجليقي- فوحد كل الاندلس.

و نظر الي الخلافة العباسية فوجدها قد ضعفت وقتل المقتدر بالله علي يد مؤنس المظفر التركي وتولي الاتراك الامارة وان كانوا وضعوا في الصورة الخليفة العباسي القادر بالله.
ثم نظر الي الجنوب فوجد الفاطميين سموا انفسهم امراء المؤمنين فسمي هو نفسه امير المؤمنين وذلك لانه وحد الاندلس كله فسمي الامارة بالخلافة الاموية. وبدأ في الاندلس عهد الخلافة الاموية



بعدها قام بغزو بلاد المغرب وضم سبتة وطنجة ومد اهل السنة بالسلاح لكي لا يبقي في المغرب ويترك وراءه الاندلس للفرنجة. وفي عام 323هـ حدثت خيانة من حاكم سرقوسطة وانضم الي مملكة ليون لحرب عبدالرحمن الناصر فأخذ جيشا كبيرا وذهب اليهم وحاربهم وانتصر عليهم ويمسك بقواد الجيش ويعدمهم امام الناس وعندها اعلن محمد بن هشام توبته فولاه مرة اخري.
وفي عام 320هـ هجم علي ارجون وضمها جميعا بالاضافة الي برشلونة.
وفي عام 327 هـ اصبحت قوة الجيش الاسلامي 100,000 مقاتل فذهب الي ليون في معركة سامورا ( او الخندق ) وفي تلك المعركة دخل وهو يعتقد في قوته كما انه نسي ان يدعوا الله بالنصر فهزموا وقتل واسر ½ نصف الجيش وفر الباقي الي قرطبة.
لكنه علم اين الخلل وحفز الناس واعادوا هيكلة الجيش عام 329هـ فقام بحملات مكثفة حتي عام 335 حتي ايقن الفرنجة بالهلاك وطلبوا دفع الجزية من هذا العام 335 الي اخر عهده في عام 350هـ.

كان جهده متوازن فهو يهتم بالتنظيم داخل الدولة كما يهتم بحفظ الامان لهم- وانشأ هياكل ادارية كثيرة حيث اكثر من الوزارات والهيئات وجعل لكل امر مسئول ولكل مسئول وزارة ولكل وزارة كتبة وعمال كثر. كما انه انشأ مدينة الزهراء في الشمال الغربي واضطر لانشائها ليستقبل الوفود. وكان قد استجلب المواد من القسطنطينية وبغداد وتونس واوربا لكي يبني هذا القصر حتي اصبح اعظم قصور زمانه واصبح مزارا. وقام بتوسيع مدينة قرطبة حتي بلغ عدد سكانها ½ مليون مسلم وكانت ثاني اكبر مدينة في العالم من حيث عدد السكان بعد بغداد وكان بها 13,000 دار ( وهي بيت وحديقة من حولها ) و 28 ضاحية وكان فيها 3,000 مسجد حتي اطلق عليها في ذلك الوقت " جوهرة العالم ". وقام بتوسيع مسجد قرطبة وانشأ حدائق للحيوان في كل الاندلس ومسارح للطيور. ومن الناحية العسكرية بني اسطول قوامه 200 سفينة ووصل عدد الجيش كما قلنا سابقا الي 100,000 فارس وزاد من مصانع الاسلحة. وفي الاقتصاد اهتم بالزراعة والصناعة وجعل هناك تخصص في الاسواق فهناك سوق للنحاس واخر للزهور وسوق لللحوم. وزادت في عهدة ميزانية الدولة حتي اصبحت 6مليون دينار ذهب وقسمها كحده عبدالرحمن الداخل الي 1/3 للجيش و 1/3 للعمارة و 1/3 للادخار. اما امنيا فقد قويت الشرطة جدا وصارت شرطة متخصصة فمنها شرطة الليل والنهار وشرطة للبر واخري للبحر حتي عم الامن والامان. ولم تقم عليه اي ثورات في نصف حياته الثاني من الولاية- وفي القضاء انشأ محاكم للمظالم اشبة بالاستئناف- وازدهر في عهده البريد وشاع التعليم- واهتم بمكتبة قرطبة وكانت موجودة من قبل لكنه زاد في حجمها وعدد كتبها حتي صارت 400,000 كتاب من كل بلاد المسلمين. وظهرت في عهده وظائف جديدة النساخين والباحثين. وزاع صيته في كل العالم حتي جاءت الوفود من كل اوروبا تطلب وده وجاءت معها الهدايا فقد اهدي من بيزنطة جوهرة عظيمة وضعها في وسط القصر. وجاءته رسالة من ملك انجلترا يطلب منه تعليم 4 من الانجليز في مكتبة قرطبة ووقعها ب خادمكم المطيع ملك انجلترا. حتي اصبح عبدالرحمن الناصر اعظم حكام اوروبا في القرون الوسطي حتي انه في عام 1961م احتفلت اسبانيا بمرور الف سنة علي وفاته فقد كانت اسبانيا في عهده اقوي دولة في العالم.
وتوفي في عام 350هـ عن 72 عام. ووجدوا في خزانته بعد وفاته ورقة عد فيها الايام التي صفت نفسه فيها فوجدوها 14 يوم فقط.

الحكم بن عبدالرحمن الناصر: من 350هـ الي 366هـ
حدثت في عهده نهضة علمية غير مسبوقة وكان عالما وتولي وعمره 47 عام وكان يلقب بعاشق الكتب- انشأ مكتبة جديدة تعرف بالمكتبة الاموية وكانت من اعظم المكتبات في القرون الوسطي ونافست مكتبة قرطبة ومكتبة بغداد واستجلب لها الكتب من كل انحاء العالم وكان يعمل لديه عمال وظيفتهم فقط جمع الكتب من مشارق الارض ومغربها. احضر اول نسخة من كتاب الاغاني للاصفهاني – وكثرت في عصره وظيفة النشاء واشتهروا بحسن خط اليد- حيث انشغل بعض الرجال في الجهاد وانشغل اخرون في نشر العلم والبناء. كما كثرت صناعة الورق والكتب والتجليد والاحبار حتي كان باباوات ايطاليا يشترون الورق من الاندلس لكتابة اناجيلهم. وقام بتوسيع المكتبة لتسع العدد المتزايد من الحضور وزاد الاهتمام بالتعليم حتي ان كل اهل الاندلس تعلموا القراءة والكتابة وانشأوا دارا لمحو الامية ودارا لتعليم الفقراء بالمجان وانشأت جامعة قرطبة فاختفت الامية تماما من الاندلس. وجعل التدريس وظيفة خاصة بعد ان كانت احد مهام الفرد بجانب وظيفته الاساسية. وظنت اوروبا ان الرجل يهتم بالعلم فقط- فهاجموه فرد عليهم وهاجمهم وانتصر عليهم في عدة معارك حتي رضوا منه بالجزية من جديد. وقام بمحاربة الدولة الفاطمية وضم كل بلاد المغرب تحت حكمه وظل من عام 350هـ الي عام 366هـ تحت امرة اعظم دولة في ذلك العصر علي الاطلاق.
ولكنه في اخر عهده قام بخطأ فادح- فقد اصيب بالفالج واستخلف ابنه هشام بن الحكم وعنده 12عام فقط- ثم مات عام 366هـ فجعل عليه مجلس وصايا من ثلاثة وهم:الحاجب( وهو في مرتبة رئيس الوزراء في الوقت الحالي ) وكان وقتها جعفر بن عثمان المصحفي- وقائد الشرطة وهو محمد بن ابي عامر ( وهو في مرتبة وزير الداخلية )- و امه. وكان محمد بن ابي عامر عنده طموح للحصول علي الحكم فدبر مكيده وسجن جعفر ثم قتله- وكذلك قام بالعديد من المكائد وقام بعزل الام في قصرها ولم يشركها في الحكم وتقلد هو الامور كلها- وبعدها تزوج من ابنة امير الجديش فحيد جانبه- ولكنه بعدها قتله- ثم استدعي محمد قائد جيش المغرب جعفر بن حمدون واستفاد من قوته ثم دبر له مكيدة وقتله ايضا- وكلما قتل شخصا عين غيره- كذلك فقد اقنع الخليفة هشام بالاختفاء عن العيون وقال ان الخلفاء ينبغي ان يتفرغوا للعبادة.
وفي عام 371هـ سمي محمد نفسه بالحاجب المنصور وكان من المفروض ان الخليفة هو الذي يسمي نفسه فقط واصبح يدعي له علي المنابر مع هشام وبدأ ينقش اسمه علي النقود.
وأسس محمد مدينة جديدة سماها مدينة الزاهرة وا العامرية ونقل اليها دواوين الحكم والوزارات حتي قصر الحكم فأصبحت هي المدينة الاساسية في الاندلس.
وفي عام 381هـ جعل ابنه الحاجب- وبعدها بعدة سنوات سمي نفسه الملك الكريم تمهيدا لاستبعاد بني امية.
بدأ العامريون يكثرون فبدأ يكون في التاريخ ما يسمي الدولة العامرية- وهي من المفترض انها تحت الخلافة الاموية.
خاف محمد من ان يستعين بقبائل بني امية فعظم من امر البربر لأن اليمانيون عددهم قليل في الاندلس.

الدولة العامرية: من 366هـ الي 399هـ
وكان من اهم اعمال محمد بن ابي عامر انه كان مجاهدا غزا 54 غزوة لم يهزم في اي واحدة منها ووصل الي اماكن لم يصل اليها احد من قبل في مملكة ليون ووصل الي خليج بسكاي والمحيط الاطلسي. وكان له في السنة جهاد في الصيف وجهاد في الشتاء تعرفان بالصوائف والشواتي.
ذهب احد الرسل الي مملكة نافار ومعه رسالة الي ملكها واقام جولة بعد اعطاء الرسالة فوجد ثلاثة نسوة اسيرات في كنيسة فلما سألهن عن سبب اسرهن قلن انهن مسلمات- فقام محمد بحملة علي هذة البلاد فاستغرب ملكهم لانه يدفع الجزية- وعندما علم السبب اعتذر وقال ان هناك جندي هو من فعل هذا وسوف يعاقبه. ويذكر انه عبر مضيقا في الشمال بين بلدين فنصب له الفرنجة كمينا حتي مر الجيش كله فقطعوا عليه طريق العودة فعاد الي الشمال واحتل مدينة اخري واخرج اهلها وعاش هو فيها مع جنده واتخذها مركزا له- واصبح يرسل السرايا من خلالها الي اطراف ممالك الفرنجة ويأخذ الغنائم ويقتل الاعداء ويرمي بجثثهم علي المضيق الذي احتله الفرنجة- حتي ثار الفرنجة وطالبوا بفتح طريق العودة للمسلمين- وعرضوا ذلك علي محمد لكنه رفض وقال انه سيمكث هناك الستة اشهر القادمة بدلا من ان يضطر ليعود في الموسم القادم ( غزوة الصيف وغزوة الشتاء ) فقالوا له ارجع ولك ماتريد- فاشترط عليهم فتح المضيق وعدم التعرض له- ورفع الجثث التي رماها هو من امام المضيق وان يحملوا عنه الغنائم حتي قرطبة -ففعلوا ذلك.
وكان له في جهاده عادة غريبة- فكان ينفض ملابسه ويجمع التراب منها ثم يضعه في قارورة ويأمر بأن تدفن معه هذة القارورة. حتي تشهد له يوم القيامة بجهاده ضد الفرنجة.
جاء في الحديث الذي رواه الترمذي ( لا يجتمع علي عبد غبار في سبيل الله ودخان جهنم )
الا ان حروبه لم تكن بغاية نشر الاسلام- فقد كان يخترق البلاد ويأخذ الغنائم ثم يعود- مما ادي لحقد اهل هذة البلاد علي الاسلام.
واهتم بالجانب المادي فقام بتوسيع مسجد قرطبة وكان يشتري الارض التي يستطيع شراؤها حول المسجد مما جعله اكبر مسجد في العالم في هذا الوقت.
وفي عهده ازدهرت العلوم والتجارة والصناعة وامتلاءت خزائن الدولة بالمال.
ولم يكن في عهده اي ثورات او تمردات فكان قويا وكان ايضا عادلا مع الرعية .
وتوفي عام 392هـ وتولي بعده عبدالملك بن المنصور وكان مثل ابيه في الجهاد يجاهد مرة او اثنين في كل سنة.
وفي عام 399هـ مات عبدالملك وتولي اخيه عبدالرحمن بن المنصور وكان شابا فاسقا شارب للخمر ومكثرا من الزنا. واقنع هشام ان يجعله وليا للعهد من بعده فضج بني امية ولكن لم تكن لهم قدرة علي عبدالرحمن والعامريين والبربر. ومع كل صفات عبدالرحمن تلك فقد خرج علي رأس الجيش للجهاد- وانتهز الاموين الفرصة وخلعوا هشام وعينوا بدلا منه محمد بن هشام بن عبدالجبار بن عبدالرحمن الناصر( الملقب بالمهدي )- ثم دبروا بعد ذلك مكيدة لعبدالرحمن وقتلوه وانتهي عهد الدولة العامرية.

ومنذ هذا التاريخ انفرط العقد في بلاد الاندلس وكان ذلك للاسباب التالية:
- الترف الشديد والاسراف في توافه الامور- حتي ان عبدالرحمن الناصر وعلي الرغم من تاريخه المشرف الا انه كان مسرفا- فعلي سبيل المثال عندما قام بانشاء قصر الزهراء جعل جدران القصر مبطنة بالذهب.
- اعطاء الامر لغير اهله: فما كان ينبغي ان يستخلف طفل عمره 12عام علي حكم دولة.
- اعتماد القوة المادية في الجهاد: وعدم صرف الاولوية لله بل كان الجهاد لجمع الغنائم- ليس لنشر دين الله في الارض.



انفرط العقد تماما بعد ولاية المهدي فكان لايدرك الامور وليس له دراية بالادارة. فقبض علي كثير من العامريين وقتلهم- وكذلك فعل مع البربر مما اثارهما عليه- وايضا ثار عليه الامويين لانهم لايحبون العنف- فجمع البربر انفسهم وانطلقوا الي الشمال واتو برجل هو سليمان بن الحكم بن عبدالرحمن الناصر- وهو اخو هشام المخلوع- وسمي نفسه المستعين بالله ونصبوه عليهم واسموه خليفة المؤمنين- واصبح هناك صراع بين المهدي والمستعين بالله- لكن البربر ومعهم المستعين بالله كانوا ضعفاء فاستعانوا بملك قشتالة( اصلها جزء من مملكة ليون- لكنها انفصلت عنها في عام 359هـ بعد ثورة داخلية- وهي كلمة مشتقة من كاستلا وتعني القلعة- وبدأت تكبر في عهد ملوك الطوائف). ودارت المعركة بين المهدي من ناحية وسليمان ومعه البربر وقشتاله وهزم المهدي وتولي بعده سليمان.
تولي سليمان عام 400 هـ- وفر المهدي المهزوم الي طرطوشة في الشمال وقابل هناك فتي من بني عامر واتفقا علي قتال سليمان- ولكن لم يكن لهم طاقة بقتاله فاستعانوا بملك ارجون في الشمال الشرقي- ووافع بشروط: وهي ان يدفع المهدي له 100 دينار ذهب عن كل يوم من القتال- وان يدفع دينار ذهبي لكل جندي عن كل يوم قتال- وان ياخذ كل الغنائم ان انتصر علي سليمان ومن معه- وان يأخذ مدينة سالم التي حررها من قبل عبدالرحمن الناصر- ووافق المهدي ودارت موقعة كبيرة بين المهدي وجيش برشلونة ضد سليمان والبربر وقشتاله وانتصر المهدي وعاد للحكم وفر سليمان وسلمت سالم ودفعت الغنائم والنقود. وعندها انقلب الفتي علي المهدي وقتله وتولي هو الامور- ولكنه اختار ان يحكم من وراء والي اموي فاختار ان يعيد هشام بن الحكم المخلوع من قبل ووافق هشام. لكن سليمان طلب مرة اخري من ملك قشتالة مساعدته فرد عليه ان انتظر. ثم ارسل الي هشام وقال له ان سليمان استعان بي فماذا تعطيني كي لا اساعده- فاختار اخذ كل الحصون الشمالية حتي اصبحت قشتالة اكبر من ليون.
وفي عام 403هـ هاجم سليمان ومعه البربر هاجموا مدينة قرطبة وعاثوا فيها فسادا- فقتلوا ودمروا واغتصبوا النساء. واستولي سليمان علي المدينة وقتل اخوه هشام وفر العامريون الي الشرق واستقروا في بلنسية واستمر حكم سليمان اربع سنوات حتي عام 407هـ. ثم انقلب البربر علي سليمان واخرجوه وقتلوه وتولي الخلافة بعده علي بن حمود وهو من البربر ولقب بالناصر بالله وعين اخوه القاسم علي اشبيلية.
ومن ناحية اخري بحث العامريون علي اي اموي ووجدوا عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله وهو من احفاد عبدالرحمن الناصر- واتوا به وبايعوه علي الخلافة وسمي نفسه المرتضي بالله. وذهبوا معه لحرب علي بن حمود وكانت النتيجة موت القائدين. ولكن في النهاية انتهت الحرب بانتصار البربر- وتولي الحكم بعد علي بن حمود اخوه القاسم.
ثم قامت صراعات اخري حتي عام 422هـ وعندها اجتمع العقلاء من العلماء وكبار القوم وحاولوا الوصول لحل- وكان الحل هو عمل مجلس شوري وعزل بني امية- وفعلا تم عمل هذا المجلس وتولي عليه ابوالحزم بن جهور- وظل الحال هكذا فترة لكن الرجل لم يستطيع السيطرة الا علي قرطبة واما باقي البلاد فقد قسمت الي دويلات حسب الطائفة. وتم تقسيمها الي:
الطائفة
المدينة

اهل الاندلس الاصليين
اشبيلية
1- بنو عباد
البربر
غرناطة
2- بنو زيري
قرطبة
3- بنو جهور
البربر
غرب الاندلس ( امارة بطليوس )
4- بنو الافطس
البربر
طلطيلة
5- بنو زنون
يمنيون
بلنسية
6- بنو عامر
سرقوسطة
7- بنو هود

وكان داخل كل منطقة اكثر من دويلة- حتي صاروا 22 دويلة وكل جزء لها رئيس وجيش. 25% من الاندلس للنصاري.
انعكس الحال وصار المسلمين هم الذين يدفعون الجزية للنصاري- كانو يدفعونها الي الفونسو السادس- وكان هناك مملكة واحدة ابت ان تدفع وهي مملكة بطليوس وكان حاكمها المتوكل من الافطس وان كانت مملكته صغيرة ولا يستطيع تجميع المسلمين كلهم الا انه عندما طلب منه دفع الجزية ارسل اليه برسالة قوية يرفض دفع الجزية. جد الفونسو هو ملك نافار الذي ارسل الي المنصور ايام الدولة العامرية بنته هدية فتزوجها وانجب منها عبدالرحمن الذي قتل بعد ذلك.

ولن نتحدث عن تفاصيل ال 22 دويلة ولكن نأخذ صور منها:
- مملكة سرقوسطة:
يحكمها بنوهود لما استخلف قبل موته وكان عنده ولدين فاحتار ايهما يستخلف فقسم المملكة جزئين- قسم الشعب والجيش والارض حتي لايظلم احد ابناء- ولكنه ظلم الشعب كله ووضع كل ولد علي جزء- ولما مات اختلف الولدان عل الحدود فتصارعا واستعان احدهما بمملكة ارجون فجاء الفرنجة وفعلوا افعال مخزية- فحاصروا بربشتر 40يوم وقتلوا في يوم واحد 40,000 وقيل ان العدد وصل 100,000 وسبيت 700 فتاة بكر- واعطيت هدية لملك القسطنطينية- وانتهكوا حرمات النساء امام ذويهم.

- طليلطة:
هرب احد ملوك الفرنجة من خلاف بينه وبين اخوانه فاستقبله المقتدر بالله حاكم طليطله وظل عنده 9 شهور فتجول به المقتدر في البلاد وعرفه عنها كل شيئ. وبعدها عاد الي بلاد النصاري واتي بجيش وهاجم طليطلة واحتلها.

- اشبيلية:
ارسل الفونسو السادس وفد لاخذ الجزية وكان مع الوفد وزير يهودي فطلب بعد اخذ الجزية طلبا اخر وهو ان يجعل زوجة الفونسو- وكانت حامل- ان يجعلها تلد في مسجد في اشبيلية. فاستغرب المعتمد علي الله ذلك الطلب الغريب ولكنه رفض- فاصر ذلك اليهودي علي طلبه واساء ادبه فقتله المعتمد- فارسل الفونسو جيشا وحرق القري من حول اشبيلية وحاصرها فترة من الزمن. ثم ارسل الفونسو رسالة قبيحة كان فيها: ان الذباب قد اذاني حول مدينتك فان اردت ان ترسل الي مروحة اروح بها عن نفسي فافعل. واخذ بن عباد الرسالة وقلبها وكتب علي ظهرها: والله لئن لم ترجع لأروحن لك بمروحة من المرابطين- فأخذ الفونسو الجيش وذهب.


مؤتمر القمة الاندلسية الاول: عام 478هـ
اجتمع كل امراء المسلمين في الاندلس وخافوا ان تضيع كل المدن الاندلسية- ونددوا بقشتاله التي احتلت طليطلة- واشار العلماء علي الامراء بالجهاد- لكن الحكام رفضوا وفكروا في السلام وفي ان يشتكوا قشتاله الي البابا او الي ملك فرنسا. فاقترح العلماء حل اخر وهو ان يرسلوا الي دولة المرابطين لمساعدتهم- ولكن الامراء ايضا رفضوا وذلك لان دولة المرابطين دولة قوية ومن الممكن ان تطمع في ملك الاندلس بعد مواجهة الفرنجة. ثم تكلم المعتمد علي الله وقال: لئن ارعي الابل في صحراء المغرب خير لي علي ان ارعي الخنازير في اوروبا. فوافق علي كلامه المتوكل بن الافطس حاكم بطليوس- ووافق حاكم غرناطة- اما الباقون فقد رفضوا.

المرابطون:
في عام 440هـ كان يسكن جنوب موريتانيا قبائل من البربر تدعي صنهاجة- وكان اكبر فرعين لها هم جداله ولمتونة. وكان علي رأس جداله رجل يدعي يحيي بن ابراهيم الجدالي- وكانت فطرته حسنة- فنظر من حوله ووجد ان الاحوال سيئة للغاية- والناس ابتعدت عن الدين وان الزنا قد تفشي وانتشر الخمر- كما انتشر الزواج باكثر من اربعة- ووجد السلب والنهب وان القبيلة القوية تأكل القبيلة الضعيفة.
وفي احد السنوات ذهب يحيي الي الحج- وعندما رجع مر علي القيروان وقابل عمران الفاسي شيخ المالكية- فأرسل معه رجل ليعلم الناس- هذا الرجل هو عبدالله بن ياسين- وكان له طلاب علم كثيرين في ارض المغرب والجزائر وتونس- فترك كل ذلك وذهب ليعلم الناس- لكن الناس ثاروا عليه لانهم تعودوا فعل المنكر- ولم يستطيع يحيي ان يساعده- فضربه الناس وطردوه- فذهب الي الجنوب حتي وصل الي السنغال علي مصب نهر وبني خيمة وجلس فيها وبعث لأهل جداله رسالة يقول انه هناك في بلاد السنغال ومن اراد منهم اي يتعلم فليئتي اليه- فذهب اليه بعض الشباب- فأخذ يعلمهم عن الجهاد والصيد والطبخ- فعلمهم الدين وعلمهم شئون الحياة- ثم رجعوا الي جداله ثم عادوا اليهم مرة اخري كل رجل اصطحب مع اخر- واتسع الامر وزاد العدد حتي وصل العدد 1,000 فرجعوا الي صنهاجة واقاموا الخيام وعاشوا فيها- ولذلك سموا بالمرابطين فكلمة رباط تعني الخيمة- وظلوا يدعون الناس وازداد عددهم حتي وصل الي 7,000 في عام 445- واصبحت حدود دولتهم من موريتانيا حتي شمال السنغال – وظلوا هكذا يتزايدون- وظل نفوذهم يزيد حتي اصبحت دولتهم في عام 468 تشمل السنغال وموريتانيا وتونس والجزائر والمغرب- وقاموا بتأسيس مدينة مراكش- واستمروا في الجهاد في الجنوب ففتحوا غينيا وسيراليون وساحل العاج ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وغانا ونيجيريا والكاميرون وافريقيا الوسطي والجابون. وكان قائد المرابطين وقتها هو ابوبكر بن عمر اللمتوني وهو من فتح كل هذة البلاد واستشهد في احد فتوحاته. ورغم انهم كانوا يسيطرون علي حوالي ثلث افريقيا وان العباسيين كانوا بعيدين جدا ولم تكن لهم اي سيطرة علي هذة البلاد الا انهم لم يحاولوا شق عصا المسلمين وظلوا تحت حكم العباسيين.

معركة الزلاقة: عام 479هـ
ونعود الي الاندلس- وفي عام 478هـ استقبل يوسف بن تاشفين - زعيم دولة المرابطين- استقبل وفد الاندلس ووافق علي العبور اليها لمساعدتهم- وعبر ومعه 7,000 رجل ودخل قرطبة واشبيلية ثم عبر الي الشمال وكان جيشه يزيد كلما سار- فقد كان هناك الاف من الاندلسيين ينضمون اليه حتي وصل عددهم الي 30,000- حتي وصل الي ارض المعركة- وكان الفرنجة قد استعانوا بفرنسا وانجلترا وايطاليا والمانيا- واخذوا عهودا من البابا بالمغفرة لكل من يشارك في هذة المعركة- فوصل عددهم 60,000 والتقي الجيشان قرب الزلاقة- وكانت خطة يوسف تشبه خطة النعمان بن المقرن في نهاوند- فقد قسم جيشه قسمين واحد في المقدمة- واخر هاجم به بعد ذلك والتف به حول جيش الفرنجة- وانتصر المسلمون يومها نصرا عظيما- ومات من جيش الفرنجة 59,550 ونجا 450فارس ومعهم قائدهم الفونسو وكان بساق واحدة- وسميت ارض المعركة بالزلاقة لكثرة الدماء فيها حتي ان الرجال والخيول كانوا ينزلقون بسبب هذة الدماء- وجمع المسلمين غنائم كثيرة- وعاد يوسف بن تاشفين الي المغرب دون ان ياخذ معه اي من هذة الغنائم وكان عمره اثناء هذة الموقعة 79 سنة.
وبعد عودة يوسف تصارع امراء المسلمين علي الغنائم- وهنا ضج العلماء وذهبوا الي يوسف طالبين منه تخليصهم من هؤلاء الامراء- فجائته الفتوي من كل مكان-من الشام جائته فتوي من ابي حامد الغزالي- ومن مصر ابي بكر الطرطوشي- وفتاوي من كل علماء المالكية بان يدخل الي الاندلس- وفعلا قام يوسف بذلك- ولكنه وجد مقاومة شديدة وحاربه المعتمد علي الله بن عباد- فانتصر عليه وعلي الباقين وضم كل بلاد الاندلس وحرر سرقوسطة وهنا اصبحت دولة المرابطين من شمال الاندلس الي وسط افريقيا- وظل يحكم المسلمين ولم يغتر بالدنيا قط فظل يلبس الخشن من الثياب حتي توفي عام 500هـ ومات وعمره 100 عام.

علي بن يوسف بن تاشفين
استخلف يوسف ابنه علي- وكذلك استخلف الفونسو ابنه بعد ان مات عقب معركة الزلاقة- وكان الجيش الصليبي قد ضاع- وتبعثر الفرنجة ولم تقم لهم قائمة الا بعد 22عام.
وعلي الجانب الاخر حاول المرابطين تحرير معظم الاراضي الاندلسية التي ضاعت- وكان منها سرقوسطة وحاولوا فتح طليطلة ولكنهم فشلوا لكنهم اخذوا معظم القري التي حولها.

وفي عام 501 هـ دارت موقعة اقليش بين الفرنجة بقيادة ابن الفونسو وبين المسلمين بقيادة علي ابن يوسف- وكانت نتيجتها موت 23,000 من الفرنجة.
وفي عام 509 هـ فتح المسلمين جزر البليار وسيطروا علي جزء كبير من الاندلس.
وفي عام 512 هـ حدثت ثورة داخل المغرب اثرت سلبيا علي دولة المرابطين- وادت الي هزيمتهم في معركتي قتندة سنة 514هـ - والقليعة سنة 523هـ .
وكانت الثورة قد بدأت في عام 440 هـ وحدث تدرج لها- وكان من اسبابها ان المرابطين فتنوا بالدنيا ورغم تركيزهم علي الجهاد الا انهم انشغلوا بامور الدنيا اكثر من الجهاد- ومن اسبابها ايضا وجود ازمة اقتصادية حلت بالبلاد بسبب عدم نزول المطر لسنوات.

دولة الموحدين:
كانت البلاد تتجه نحو الهاوية-و قام رجل اسمه محمد بن تومرت- وهو من قبائل مصمودة البربرية. ولد سنة 473 هـ وتربي علي العلم وسافر الي قرطبة لتحصيل العلم- ثم سافر الي الاسكندرية ثم الي مكة ثم بغداد وقضي هناك 10سنوات يتعلم علي يد علماء السنة والشيعة والمعتزلة- ثم ذهب الي الشام وتعلم علي يد ابي حامد الغزالي. ويقول عنه بن خلدون انه اصبح بحرا متفجرا من العلم- وشهابا في الدين. عاد من الشام الي الاسكندرية وبقي هناك فترة يأمر الناس بالمعروف وينهاهم عن المنكر- لكن اهل الاسكندرية طردوه بسبب قسوته- فركب سفينة متجهة الي المغرب- واخذ يحث الناس علي ترك الخمور ولكنهم رفضوا ورموه في البحر- لكنهم اعادوه مرة اخري بشرط الا يتكلم حتي يصلوا الي المغرب- وهناك قابل رجل اسمه عبدالمؤمن بن علي- وظلا معا يدعوان الناس بنفس اسلوب محمد- حتي ان محمد رأي انه يجب اقصاء الحاكم بسبب انتشار المعاصي في البلاد- حتي ان امره وصل الي علي بن يوسف لكنه لم يقم بسجنه- لكنه هو خاف علي نفسه فهرب الي الجبال وجمع من حوله الناس وكونوا جماعة سميت جماعة الموحدين- في اشارة الي ان غيرهم ليسوا موحدين اي انهم كفروا الناس- ودعوا الي قتلهم. وادعي محمد الكثير من الاكاذيب كان منها انه المهدي المنتظر- وصدقه بعض الناس. وقامت الحروب بينهم وبين المرابطين وظلت من عام 512 هـ الي عام 541 هـ - ووصلت الحروب الي 9- ووصل عدد المسلمين الذين ماتوا فيها الي 80,000 انتصر فيها محمد واقام دولة الموحدين.

وفي عام 524هـ مات محمد بن تومرت- وظل حتي اخر لحظة في حياته يأمر الناس بالمعروف وينهاهم عن المنكر. واستمر بعده رفيقه عبدالمؤمن يدعوا لفكره ويتزعم الثورة علي المرابطين حتي اقام هو دولة الموحدين سنة 541 هـ بعد ان قامت مجزرة في مراكش قتل فيها معظم المرابطين. وكان عبدالمؤمن مجاهدا كبيرا- اقام دولة قوية ولكنه كان سفاكا للدماء.

في عام 542 هـ - سقطت المرية في يد الفرنجة- وهي احدي مدن الجنوب وقاموا بفتحها عن طريق البحر المتوسط بمساعدة فرنسا- واستشهد فيها الاف المسلمين وسبيت 14,000 فتاة.

وفي عام 543 هـ - سقطت طرطوشة ثم لارده وتوسعت مملكة البرتغال في الجنوب.
وحتي شمال افريقيا صار سهلا للفرنجة- فاحتلت تونس في نفس العام.

لكن عبدالمؤمن كان يؤسس دولته- ويبني مصانع للاسلحة ويدرب القادة علي الحرب وكان كل ذلك علي حساب الاندلس. فاستتب له الامر في المغرب وتدهور الحال في الاندلس. لكن عبدالمؤمن عبر الي الاندلس بعد ان بايعه القاضي بن العربي ليدخل الاندلس- ودخل وجاهد واعاد معظم المدن التي ضاعت- فاستعاد المرية سنة 552 هـ- واستعاد تونس سنة 555هـ - وكذلك ضم ليبيا.

يوسف بن عبدالمؤمن بن علي: من 558 الي 580 هـ:
لكنه توفي سنة 558 هـ واستخلف من بعده يوسف بن عبدالمؤمن بن علي وكان عنده 22 عام. وكان مجاهدا ولكنه لم يكن بكفاءة ابيه. وظل يحكم حتي عام 580 هـ. نظم الامور وجاهد جهادا عظيما لكنه قتل في معركة بعد ان قاتل بنفسه وقتل 6 من الفرنجة.

يعقوب بن يوسف بن عبدالمؤمن: من 580 الي 595 هـ:
تولي من بعده ابنه يعقوب- ولقب بالمنصور عام 580هـ- ويعد عصر هو العصر الذهبي للموحدين- تولي وعمره 25 عام- ورفع راية الجهاد ونصب ميزان العدل وامر بالمعروف ونهي عن المنكر ولكن بالتي هي احسن. وكان زاهدا وعادلا- اهتم بالعلم- كما اهتم بالعمران وانشأ مدينة الرباط وسماها رباط الفتح- وانشأ المستشفيات وغرس فيها الكثير من الاشجار- كما انه قام بتدعيم وضع الدولة في الاندلس وكان يقاتل هناك بنفسه. لكن وبسبب الثورات التي قامت عليه ضعفت قوته امام الفرنجة- واستغلوا الظروف واستعانت البرتغال بجيوش من المانيا وانجلترا وتقدموا في الاندلس حتي وصلوا الي اشبيلية.

معركة الارك
فغضب يعقوب واعلن الجهاد والاستنفار- وكانت الانباء قد وصلت من الشرق سنة 583هـ بانتصار صلاح الدين في حطين. فرفع الروح المعنوية للمسلمين- وعبر يعقوب مضيق جبل طارق ومعه 200,000 مسلم- اما الفرنجة فكان جيشهم 225,000 وكان معهم جيوش المانيا وانجلترا وهولندا وكذلك بعض الجنود من مملكة ليون ونافار- وكذلك فقد اتوا بجماعات من اليهود ليشتروا منهم الاسري المسلمين. فقام يعقوب بعمل اجتماع ليأخذ برأي المسلمين. وكان من بينهم عبدالله بن صناديد وهو من اهل الاندلس- ووضعوا خطة شبيهة بخطة الزلاقة. فقسم الجيش قسمان- احدهم في المقدمة بقيادة ابي يحيي بن ابي حفص كبير وزراءه- وتولي هو القسم الاخر- وكانت مقدمة الجيش مقسمة الي ميمنة من الاندلسيين- والقلب من الموحدين- والميسرة من العرب- ومن خلفهم المتطوعين غير النظاميين. وكان هذا في 9شعبان سنة 591هـ- وبالقرب من احد الحصون الكبيرة في جنوب طليطلة- وكان الفرنجة في اعلي تل- وكان علي المسلمين ان يقاتلوا من اسفل هذا التل. ونزل النصاري كالسيل وكسروا المسلمين واوقعوا فيهم الكثير من القتل- وتراجعوا قليلا ثم ثبتوا- وتركزت هجمات الفرنجة علي القلب- حتي استشهد ابويحيي قائد المقدمة. ونزل ملك قشتالة ومعه 10,000 جندي وظن ان المسلمين هلكوا- الا انهم استجمعوا انفسهم وقاتلوا قتالا شديدا وحاصروا ملك قشتالة من جنوده. وقام يقوب بعد ذلك بالهجوم ومعه النصف الاخر من الجيش- فارتفعت معنويات المسلمين وقتلوا الكثير من الفرنجة حتي قيل انه يوم مثل يوم الزلاقة- بل قيل انه فاق الزلاقة- واعلن انتصار المسلمين. وكانت الخسائر فادحة من الفرنجة- فقتل حوالي 150,000 واسر حوالي 30,000 وغنموا 80,000 من الخيل- و 100,000 من البغال- واخذ 1/5 من الغنائم لاقامة مسجد كبير تخليدا لذكر هذا اليوم. وانشأت مأذنة في اشبيلية طولها 200 متر. وكان نصرا معنويا كبيرا علي به شأن الموحدين- وفكروا في ضم العالم الاسلامي كله تحت رايتهم.
اما علي الجانب الاخر- فقد قامت الصراعات بين مملكة ليون ونافار من ناحية- وبين قشتالة من ناحية اخري بسبب الهزيمة. وانهارت الحصون والمدن امام المسلمين. لكنهم لم يستطيعوا فتح حصن طليطلة.
وقامت الهدنة بين قشتالة ودولة الموحدين علي ان تكون لمدة 10 سنوات حاول فيها المسلمين ترتيب امورهم.
وفي عام 595هـ- مات يعقوب وعمره 40 عاما. وتولي من بعده الناصر لدين الله ابومحمد عبدالله- وكان عمره 18 عام فقط. ولم يكن علي شاكلة ابيه من حيث القيادة- فخاف الموحدين علي دولتهم لان خليفتهم لم تكن لديه الخبرة الكافية لادارة البلاد.
وبعد ذلك قامت العديد من الثورات- اخمدها الناصر لكن بعد 9سنوات كاملة- وفي ذلك الوقت تجد الامل لدي الفونسو الثامن لحرب المسلمين واقسم الا يقرب النساء ونكس الصليب واخذ يعد العدة ويعقد الاحلاف وخالف العهد قبل انتهاء الهدنة وحرق الزرع ونهب القري وقتل العزل من المسلمين. وكان هناك عيبا خطيرا في الناصر- وهو مخالفة الشوري والاستعانة باراء غير المتخصصين. حيث انه قام بالاستعانة بوزير اسمه ابوسعيد بن جامع وكان سيئ الخلق- وقد شكك المؤرخين في نواياه حتي قيل انه كانت له اتصالات بالفرنجة. وكان هذا الرجل هو محل ثقة الناصر.

موقعة العقاب:
اما علي الجانب الاخر فقد قام النصاري بتوحيد انفسهم ورفع المعنويات- وجعلوها حربا صليبية فرفعوا صور المسيح- ومنح البابا العفو والغفران لكل من يشارك في تلك المعركة. كما حدث استنفار في معظم دول اوروبا وتولت فرنسا الانفاق علي الجيوش- وذلك لانها تعلم انه لو انتصر المسلمين ستكون هي اول الدول التي سيتجه اليها المسلمين لاعادة فتحها.
وكانت نافار في ذلك الوقت علي العهد مع المسلمين- فأرسل لهم البابا رسالة يحضها فيها علي نبذ المعاهدة والانضمام لجيوش اوروبا- واستجاب ملكها وتوحدت جيوش اوروبا في جيش واحد كان قوامه 200,000 وكان علي رأسهم الملوك والرهبان.
اما جيش المسلمين فقيل انه وصل الي 500,000 وانطلق الناصر بجيشه وعبر مضيق جبل طارق ووصل الي منطقة يقال لها العقاب نسبة الي قصر اسمه العقاب دارت حوله الموقعة.
واول ما فعله الناصر هو حصار قلعة للفرنجة اسمها سلنطرة وكان عدد الفرنجة قليل جدا ولكن ومع ذلك لم يستطع المسلمين فتحها- واجتمع القادة من الموحدين ومن الاندلسيين واتفقوا علي ان الانسب ان يتركوها ويتجهوا الي الشمال- لكن الناصر استمع لرأي وزيره والذي كان يرجح ان يستمر في الحصار- وفعلا ظل يحاصرها 8 شهور.
وكانت هذة من اهم اخطاء الناصر- لانه كان من الممكن ان يكسر جيش الفرنجة قبل ان يكتمل في هذة ال 8 شهور. ولكنه تركهم ليكملوا عدتهم ويستعدوا جيدا للمعركة. وفي اثناء انتظار المسلمين في هذة الفترة دخل عليهم الشتاء- وكان هذا سبب في هلاك الاف المسلمين.
واثناء ذلك حاصر الفرنجة قلعة رباح المسلمة- وكان قائدها ابي الحجاج يوسف بن قادس- وطال حصار الفرنجة للقلعة. فرأي ابي الحجاج ان يتركها للفرنجة ويعود لينضم لجيش الناصر- لكن الناصر قتله بتهمة التعاون مع العدو- وكان هذا اقتراح وزيره- وكان في قتله خطأ كبيرا لانه كان من ابرز القواد الاندلسيين- وانه لم يخطأ حينما علم بهلاك المسلمين فانسحب ليعود بجيش اكبر لمقاتلة الاعداء.
وبدأت المعركة وقتل من المسلمين الكثير حتي قيل ان العدد وصل الي 70,000 في يوم واحد- وفر الناصر ولم يترك حامية علي اي من المدن التالية. فدخل الفرنجة اقرب مدينة وهي بياسة وقتلوا جميع النساء والاطفال بعد ان جمعوهم في المساجد. ثم انطلقوا الي أبده- وحاصروها وأمنوا اهلها علي ان يخرجوا ولكنهم وبعد ان خرجوا قتلوهم جميعا ووصل عدد الذين قتلوا الي 60,000- وتدهور حال المسلمين اكثر واكثر- وقيل انه لم يوجد بعدها اي شاب قادر علي القتال في بلاد الاندلس بل وفي بلاد المغرب كلها. وعاد الناصر الي المغرب وعزل نفسه واعتكف وترك الخلافة لابنه البالغ من العمر 10 سنوات فقط- ومات الناصر بعد ذلك.
لكن ولحسن حظ المسلمين فقد تفشي المرض في جيوش الفرنجة- مما اضطرهم ليعودوا ويتركوا بلاد الاندلس- وكان هذا السبب في بقاء الاندلس تحت الحكم الاسلامي حوالي 300 سنة بعد ذلك.

وفي عام 614 هـ ونظرا لتردي الاوضاع في المغرب- ظهرت حركة جديدة تدعو للاستقلال عن الموحدين ونشأت دولة جديدة من قبيلة زناتة وهي دولة بني مرين.

وفي عام 620 هـ سقطت جزر البليار في ايدي مملكة ارجون- وقتل هناك 20,000 مسلم.
وفي نفس العام استقل بني حفص بتونس- ومات امير الموحدين وكان عمره 21 عام- فقامت العديد من الصراعات علي السلطة- وتولي عبدالواحد ولكنه خلع وقتل- وتولي بعده اخر وخلع وقتل ايضا. وظلت هذة هي الحال لفترة.

وفي عام 625 هـ- استقل بن هود بشرق وجنوب الاندلس وكان كما وصفه المؤرخون مفرطا في الجهل- ضعيف الرأي لم ينتصر ولا مرة امام الفرنجة.

وفي عام 633هـ- استقل بنو زيان بالجزائر- وايضا وفي الاندلس سقطت قرطبة بعد حصار طويل- واصر الفرنجة علي قتل سكانها لكن فرناندو الثالث ملك قشتالة رفض خوفا علي اثار المدينة وكنوزها. وخرج اهلها فارين الي الجنوب- وتحول مسجدها الكبير الي كنيسة.

وفي عام 635هـ- استقل بنو الاحمر بغرناطة بعد موت بن هود.

وفي عام 636 هـ- سقطت بلنسية بعد حصار دام 5 سنوات- وكانت يتخلل هذا الحصار بعض المعارك- وسقط في هذة المعارك الكثير من المسلمين- وحاول بنو حفص في تونس مساعدة المسلمين هناك ولكن الحصار كان شديدا مما اضطر المسلمين في النهاية الي ترك البلاد والتوجه الي تونس- وتحولت جميع مساجد المدينة الي كنائس.

وفي عام 641هـ- سقطت دانية- وهي قريبة من بلنسية.

وفي عام 643هـ- سق طت جيان- فلم يبقي في بلاد الاندلس الا غرناطة في الجنوب الشرقي- واشبيلية في الجنوب الغربي- وهما يمثلان ربع الاندلس.

وسقطت ايضا دولة الموحدين بعد ان استقلت كل ولاياتها في افريقيا.



في عام 643هـ وبعد سقوط جيان- قام فرناندو بعقد معاهدة مع بن الاحمر ملك غرناطة. وبن الاحمر هو محمد بن يوسف بن نصر بن الاحمر- وينتهي نسبه الي الصحابي سعد بن عبادة الخزرجي- ولقب ب بن الاحمر لأن لون شعره كان احمر.
وجاء في المعاهدة:
1- ان يدفع بن الاحمر الجزية لملك قشتالة كل عام- وهي عبارة عن 150,000 دينار ذهب.
2- ان يحضر بن الاحمر بلاط فرناندو- وكأنه احد الولاة المعينين من قبل فرناندو.
3- ان يحكم غرناطة باسم ملك قشتالة.
4- ان يسلمه ما بقي من حصون جيان وارجون وغرب الجزيرة الخضراء حتي طرف الغار.
5- ان يساعده في حروبه ضد اعداؤه.

وكانت اول حرب يدخلها ملك قشتالة هي الحرب ضد اشبيلية- وساعده بن الاحمر وحاصروها سنة وخمسة شهور- ولم يتحرك اي من المسلمين لانهم كانوا مشغولون بصراعاتهم وثوراتهم الداخلية.
وفي 27 رمضان سنة 646 هـ سقطت اشبيلية في ايدي الفرنجة بمساعدة المسلمين- وغادر اهلها البلاد وكانوا 400,000 مسلم وهاجروا الي الجنوب- وكانت اشبيلية من احصن حصون الاندلس- وكان بها مسجد اشبيلية الكبير والذي بناه يعقوب المنصور الموحدي وكان قد اسسه بغنائم الارك- تحول هذا المسجد بعد ذلك الي كنيسة.
اما عن غرناطة فكانت عبارة عن 3 ولايات متحدة وهي: ولاية مالقة- وولاية المرية- وولاية غرناطة وكانت كلها تحت حكم بن الاحمر مع بعض الاستقلال لكل ولاية.

وبعد سيطرته علي اشبيلية- قام فرناندو بنقض العهد مع غرناطة واحتلوا بعض المدن- ومع ذلك تفاوض معهم بن الاحمر واتفق علي ان يسلمهم اجزاء من ارضه مقابل السلام معهم- وظل هكذا حتي عام 671هـ- فقام ملك قشتالة بتجهيز جيش كبير للقضاء علي المسلمين نهائيا من الاندلس.

وعلي الجانب الاخر كان المغرب يحكمه يعقوب المنصور المريني- وكان مجاهدا عظيما- استعان به بن الاحمر ليصد عنه بعض هجمات الفرنجة. حتي مات بن الاحمر سنة 671هـ- واستخلف ابنه محمد بن يوسف الملقب بالفقيه. وهاجم الفونسو مملكة غرناطة وجهز يعقوب جيشا من 5,000 مقاتل فقط. وعبر بهم المضيق- وبعدها انضم اليهم 10,000 من الاندلسيين في مقابل 90,000 من الفرنجة بقيادة دون تنيوديلارا. والتقي الجيشان في عام 674هـ وانتصر المسلمين وقتلوا 6,000 -من بينهم قائدهم- واسروا مثلهم.
ثم قسم يعقوب الجيش الي قسمين- قسم داخل جيان والاخر توجه به الي اشبيلية ليحررها.
وفعلا قام يعقوب بتحرير اشبيلية واخذ منهم الجزية حتي عام 677هـ حيث قام اهلها بنقض العهد معه فذهب اليهم مرة اخري وحاصرهم حتي صالحوه علي الجزية- ثم حاصر قرطبة وحررها وحرر جيان- واثناء ذلك جمع الكثير من الغنائم لم يأخذ منها شيئا وتركها كلها لاهل الاندلس ثم رجع هو الي المغرب. وفي عام 684هـ ساعد يعقوب المسلمين في حرب اخري مع الفرنجة ثم عقد معهم الصلح بشرط ان يحضروا الكتب الموجود في قرطبة وطليلة واشبيلية وغيرها من البلاد. ومازالات هذة الكتب موجودة في مكتبة فاس بالمغرب- وهذة الكتب هي التي حفظت تاريخ الاندلس حتي الان.
وفي عام 685 هـ مات المنصور واستخلف ابنه يوسف- وذهب محمد الفقيه اليه يعرض عليه ما شاء من ارض الاندلس- فطلب يوسف اخذ الجزيرة الخضراء وطريف حتي تكون قاعدة له في حربه مع الفرنجة. وكانت الامور قد هدأت قليلا حتي اخذ يوسف هذة الاراضي- فحرك هذا الامر الخوف في قلب بن الاحمر فذهب الي الفرنجة واستعان بهم لمحاربة المسلمين- واخذ الفرنجة طريف وكان الاتفاق مع بني الاحمر ان يعيدوها اليه بعد ان يستولوا عليها- ولكنهم لم يفعلوا. وطريف تطل علي مضيق جبل طارق وهي بذلك الرابط بين المغرب والاندلس- فانقطع بضياعها الاتصال بين المغرب والاندلس.
وفي سنة 701هـ مات بن الاحمر وتولي بعده محمد الثالث الملقب بالاعمش وكان رجلا ضعيفا وقام بتعيين الوزير ابوعبدالله الحكيم- وتملك الوزير الامر كله في غرناطة وتحالف مع ملك قشتالة وجمع جيشا وحارب المسلمين وضم سبتة الي غرناطة بل وتراسل مع رجل من بني مرين لينقلب علي المنصور- وامده بالسلاح فقامت فتنة كبري في بني مرين. وكانت النتيجة ان سقط مضيق جبل طارق بالكامل في يد الفرنجة- وانقطع المدد بالكامل من المغرب. وظل الحال هكذا من عام 709هـ الي عام 897هـ. ومع ذلك لم تسقط بلاد الاندلس لوجود صراع بين قشتالة وارجون.


اخر 25 عام قبل ضياع الاندلس:

في عام 871هـ: كان يحكم غرناطة محمد بن سعد بن اسماعيل بن الاحمر- وكان لقبه الغالب بالله- وكان له اخ هو ابي عبدالله محمد- ولقبه الزغل اي الشجاع. واختلف الاخوين علي الحكم وتصارعا واستعان الزغل بملك قشتالة ودارت موقعة بين الاخوين- ولكنهم في النهاية اتفقا علي تقسيم الارض الي قسم شمالي يحكمه الغالب بالله- وجزء جنوبي يحكمه الزغل.

وفي عام 874هـ: تزوج فرناندو الثالث ملك ارجون- من ايزابيلا وريثة عرش قشتالة- وتقاربت الدولتان وتوحدتا في دولة واحدة وهي اسبانيا في عام 879هـ- وكانت هذة بداية النهاية للاندلس- فاقسم فرناندو علي الا يعقد زواجهما الا في قصر الحمراء- وهو قصر مملكة غرناطة.
وعلي الجانب الاخر وفي غرناطة- كانت الدولة منقسمة علي نفسها- وكان يسودها الفساد والانحلال- وكان الغالب بالله متزوج من امرأة اسمها عائشة الحرة- وعنده جارية نصرانية اسمها انجبت له يحيي واثرت عليه حتي جعلت يحيي وريث العرش غرناطة فحبس ابوعبدالله محمد الصغير وعائشة في قصرهما. وهنا أبي الناس ان يكون حاكم البلاد ابن جارية نصرانية فهجموا علي القصر واخرجوا ابوعبدالله وزوجته واخرجوهما- فقام الصغير بثورة علي ابيه وتولي الحكم في غرناطة وطرد اباه الجنوب الي اخيه الزغل. فاستغل فرناندو الموقف وهاجم حصون غرناطة وبدأ يحارب الصغير فقد كانت هناك معاهدات بين فرناندو والغالب بالله لكن الصغير كان مخالفا له فقامت بينه وبين ملك اسبانيا حرب واسر فيها الصغير- فقام الزغل بضم املاك الصغير الي املاكه اما الغالب بالله فقد مات عام 880هـ- وعرض الزغل ان يسترد الصغير بأموال كثيرة لكن رقض فرناندوا. تعاقد فرناندو مع الصغير وكان عمره 25عام- علي ان يمكن له في حكم البلاد- غرناطة ويطلق سراحه. حيث اتفق فرناندو ان يذهب الصغير ويقوم بثورة في شمال غرناطة- في حين يهاجم هو البلاد من الجنوب ويحاصر مالقه وعندها يذهب الزغل ليحارب الفرنجة في مالقة فيواجهه فرناندو وينتصر عليه ويتملك مالقة- ثم يمنحها للصغير بشرط ان يحكمها تحت راية ملك اسبانيا- ووافق الصغير- وبالفعل انهزم الزغل وعندما حاول ان يعود الي الشمال وجده سقط في يد الصغير- فذهب الي الشرق في بلد تسمي وادي اش اقام فيها مملكته. وبعدها راوغ ملك اسبانيا الصغير وقال له ان هو منحه مالقة وانسحب بجيوشه سيأتي الزغل ويأخذها ثانية- وعرض عليه ان يترك له جزء من الجيش ليساعده علي الزغل.
وبعد ذلك انطلق ملك اسبانيا الي المرية في عام 895هـ واحتلها- ثم ذهب خلف الزغل في وادي اش واحتله- فهرب الزغل الي تونس- وحاصر غرناطة من كل الجهات حرق القري والمزارع حول حصونها- وطلبوا من الصغير تسليم مفاتيحها قبل سقوطها بعامين- ولم يجد الصغير حلا الا محاربتهم فقامت انتفاضة اسلامية قوية علي رأسها رجل اسمه موسي بن ابي غسان- فحرك الناس الي الجهاد- ودافع الناس عن المدينة سبع شهور- فأرسل فرناندو وايزابيلا رسالة يطلبوا فيها تسليم المدينة ويعدوهم بالامان وبتأمين الاعراض وترك المساجد والكثير من العهود حتي وصلت 70 عهدا- وكان منها ان يتركوا الصغير وزيرا علي المملكة. وفهم موسي الغرض من الرسالة ورفضها- ولكن الصغير لم يفهم ووافق عليها ولكنه اضاف شرطين وهما ان يقوم فرناندو وايزابيلا بالقسم علي تلك الشروط- وان يقوم بتحكيم هيئة تضمن له تحقيق كل هذة الشروط- وارتضي ان يكون البابا هو من يوقع علي تلك المعاهدة- وعندما اقسما علي ذلك وعندما وقع البابا وافق علي تسليم مفاتيح المدينة. فقام موسي وخطب في قصر الحمراء خطبة جليلة جاء فيها: ان الفرنجة لا عهد لهم فلا يجب ان ينخدع بهم المسلمون وبعهودهم- وقرر ان يستمر بالجهاد وقام بعملية استشهادية وهاجم سرية من الفرنجة قتل معظمهم ثم استشهد. ولكن ذلك لم يؤثر علي الاتفاق الذي وافق عليه الصغير وقام بتسليم مفاتيح المدينة ودخل فرناندو وايزابيلا قصر الحمراء ومعهم الرهبان وعلقا صليبا فضيا كبيرا فوق برج القصر الاعلي. واعلن من فوق البرج ان غرناطة اصبحت ملكا لاسبانيا- وان حكم المسلمين للاندلس قد انتهي. وخرج الصغير من القصر الي ربوه عالية في الجنوب تطل علي قصر الحمراء- وانطلق في البكاء وقالت له امه: اجل فلتبك كالنساء ملكا لم تستطيع ان تدافع عنه كالرجال. وكان هذا في يوم 2 من ربيع الاول عام 897هـ- الموافق 2 يناير سنة 1492م.

ومازال هذا التل الي الان موجود ويزوره الناس واطلق عليه زفرة العرب الاخيرة.
وبعد هذا هاجر الصغير الي المغرب- فاعتقله ملكها بتهمة خيانة البلاد الاسلامية. وقيل ان ابناء هذا الرجل شوهدوا بعد ذلك يشحذون في الطرقات.

اما في غرناطة- وبعد ال70 عهد الذي قطع قبل دخولها- لم ينفذ اي عهد منهم, فتمت مصادرة اموال المسلمين والاعتداء عليهم- ثم وفي سنة 1501م ادعي الملكان ان الله قد اختارهما لتخليص الارض من الكفرة ( المسلمين ) ولذلك تم حظر وجود المسلمين في اسبانيا- فهاجر معظم المسلمين وبعضهم دخل في المسيحية- ومع ذلك لم يتركهم الاسبان- فسموهم المورسكيين- اي انهم ليسوا مسيحيين من الدرجة الاولي. وقام الاساقفة الاسبان بحرق 80,000 كتاب اسلامي من مكتبة غرناطة واشبيلية في يوم واحد. وبعدها قامت محاكم التفتيش- وكانت هذة المحاكم تبحث عن اي شخص يدعي انه مسيحي وهو يخفي اسلامه- فاذا وجد لديه مصحف او انه يغتسل من الجنابة او لايشرب الخمر- فكان يحبس ويعذب في السجون- او يغرقوا او يدفنوا احياء- وكانوا يتفننون في تعذيب الناس- حتي ان جنود نابليون عندما دخلوا اسبانيا بعد ذلك وشاهدوا ادوات التعذيب التي استخدمت ضد المسلمين اصيبوا بالغثيان.

وضاعت الاندلس- ولكن وقبل ان تسقط ب 40 سنة فتح المسلمين القسطنطينية- ولنا لقاء اخر- ان شاء الله- مع القسطنطينية.


المصادر:
سلسلة الاندلس من الفتح الي السقوط للدكتور راغب السرجاني
موقع wikipedia

هناك تعليق واحد:

  1. أنا محمد عبد الرحيم بالاسم من قطر. أنا أعيش في الولايات المتحدة الأمريكية ، وأريد استخدام هذه الوسيلة لتنبيه جميع طالبي القروض لتوخي الحذر الشديد نظرًا لوجود محتالين في كل مكان. قبل بضعة أشهر كنت متوترًا ماليًا ، وبسبب يأسي تعرضت للخداع من قبل العديد من المقرضين عبر الإنترنت. كدت أفقد الأمل إلى أن أحالني أحد أصدقائي إلى رجل موثوق به للغاية يخشى الله ، يدعى السيد إيليا الذي أقرضني قرضًا غير مضمون بقيمة 100،000.00 دولار في غضون 48 ساعة مصرفية دون أي ضغوط. إذا كنت بحاجة إلى أي نوع من القروض ، فما عليك سوى الاتصال به عبر البريد الإلكتروني (loancreditinstitutions00@gmail.com) أو Whatsapp: +393510483991 أنا أستخدم هذه الوسيلة لتنبيه جميع الباحثين عن القروض بسبب الجحيم الذي مررت به بين أيدي هؤلاء المحتالين المقرضين. ولا أتمنى حتى أن يمر عدوي عبر الجحيم الذي مررت به في أيدي هؤلاء المقرضين المحتالين عبر الإنترنت ، وسأريد منك أيضًا مساعدتي في تمرير هذه المعلومات إلى الآخرين الذين هم أيضًا في حاجة إلى قرض بمجرد قيامك بذلك. لقد تلقيت أيضًا قرضك من السيد إيليا ، أدعو الله أن يمنحه عمرًا طويلاً. رحمه الله إلى الأبد على الأشياء الجيدة التي فعلها في حياتي. محمد عبد الرحيم

    ردحذف